للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجوزُ ربا الأصرامِ أصرامِ غالبٍ ... أقولُ إذا ما قيلَ أينَ تريدُ

أريدُ أبا بكرٍ ولو حال دونَهُ ... أماعزُ تعتالُ المطِيَّ وبيدُ

لتعلمَ أنّي للمودَّةِ حافظٌ ... وما لليدِ الحسنَى لديَّ كنودُ

وإنّكَ عندي في النّوالِ وغيرهِ ... وفي كلِّ حالٍ ما بقيتَ حميدُ

فآلاءُ كفٍّ منكَ طلقٍ بنانُها ... ببذلكَ إذ في بعضهِنَّ جمودُ

وآلاءُ منْ قدْ حال بينِي وبينَهُ ... عدىً ونقاً للسَّافياتِ طريدُ

فلا تبعدنْ تحتَ الضّريحةِ أعظمٌ ... رميمٌ وأثوابٌ هناكَ جرودُ

بما قدْ أرى عبد العزيزِ نجمهُ ... إذا تلتقي طلقَ الطُّلُوعِ سعودُ

له من بنيهِ مجلسٌ وبنيهمُ ... كرامٌ كأطرافِ السُّيوفِ قعودُ

فما لامرئٍ حيٍّ وإنْ طالَ عمرُهُ ... ولا للجبالِ الرَّاسياتِ خلودُ

وأنتَ أبا بكرٍ صفيِّيَ بعدَهُ ... تحنّى على ذي ودِّهِ وتعودُ

وأنتَ امرُؤ ألهمتَ صدْقاً ونائلاً ... وأورثكَ المجدَ التّليدَ جدودُ

جدودٌ من الكعبينِ بيضٌ وجوهُها ... لهم مأثراتٌ مجدهنَّ تليدُ

وقال كثير:

نظرتُ وأعلامُ الشَّربَّة دوننا ... فهضبُ المروراةِ الدَّوانِي وسودُها

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم بتاريخ نهار الأحد عاشر جمادى الأول من شهور سنة ٩٩٨

يا ناظراً فيه العينين تنظره ... لا تنس صاحبه بالخير واذكره

وهبْ له دعوةً لله خالصة ... لعلّها في محل الضيق تنفعه

عمرو بن برّاقة

وقال عمرو بن برّاقة الهمداني:

تقولُ سليمَى لا تعَّرضْ لتلفةٍ ... وليلكَ عن ليلِ الصَّعاليكِ نائمُ

وكيفَ ينامُ اللّيلَ من جلُّ همّهِ ... حسامٌ كلونِ الملحِ أبيضُ صارمُ

غموضٌ إذا عضَّ الكريهةَ لم يدعْ ... لها طمعاً اليمين ملازمُ

ألمْ تعلمِي أنَّ الصَّعاليكَ نومُهمْ ... قليلٌ إذا نامَ الخلِّيُّ المسالِم

إذا اللّيلُ أدجَى واكفهرَّ ظلامهُ ... وصاحَ من الأفراطِ بومٌ جواثمُ

ومالَ بأصحابِ الكرَى غالباتُهُ ... فإنّي على أمر الغوايَةِ حازِمُ

كذبتُمْ وبيتِ الله لا تأخذونَها ... مراغمةً ما دامَ للسَّيفِ قائِمْ

تحالفَ أقوامٌ عليَّ ليسْلمُوا ... وجرُّوا عليَّ الحربَ إذْ أنا سالمُ

أفاليومَ أدعى للهوادةِ بعدَما ... أجيلَ على الحيِّ المذاكي الصَّلادِمُ

فإنَّ حريماً إذْ رجا أنْ أرُدَّها ... ويذهبَ مالِي يا ابنةَ القيلِ حالمُ

متى تجمع القلبَ الذّكيّ وصارماً ... وأنفاً حميّاً تجتنبكَ المظالِمُ

متى تطلبِ المالَ الممنّعَ بالقنا ... تعشْ ماجداً أو تخترِمكَ المخارِمُ

وكنتُ إذا قومٌ غزونِي غزوتُهُمْ ... فهلْ أنا في ذا يالهمدانَ ظالمُ

فلا صلحَ حتَّى تقرَعَ الخيلُ بالقَنا ... وتضربَ بالبيضِ الخفافِ الجماجمُ

ولا أمنَ حتّى تغشمَ الحربُ جهرةً ... عبيدةَ يوماً والحروبُ غواشمُ

أمستبطئ عمرو بن نعمانَ غارتِي ... وما يشبِهُ اليقظانَ من هو نائمُ

إذا جرَّ مولانا علينا جريرةً ... صبرنا لها إنَّا كِرامٌ دعائمُ

وننصرُ مولانا ونعلمُ أنّهُ ... كما النّاسُ مجرومٌ عليهِ وجارِمُ

وقال عمرو بن البراق، وهي إحدى المنصفات، هكذا يقول الأصمعي:

عرفتَ من الكنودِ ببطنِ ضيمٍ ... فجوِّ بشائمٍ طللاً محيلا

تعفَّى رسمُهُ إلاَّ خياماً ... مجلَّلةٌ جوانبُها جليلا

عدانِي أنْ أزورَكِ أنَّ قومِي ... وقومكِ ألقحُوا حرباً شمُولا

وأنّكِ لو رأيتِ النّاسَ يومَ ... الحيار عذرْتِ بالشغُلِ الخليلا

غداةَ تصارَختْ عبدُ بن عمرٍو ... وأهلُ تضاعَ فاحتملُوا قتيلا

غداةَ حبا لهمُ عمرُو بن عمرِو ... بشكّةٍ كاملٍ يدعُو جزيلا

فردُّوهُ بمشعلةٍ قلوسٍ ... تخالُ رداءهُ منْها طميلا

وقامَ مصوِّتٌ منّا ومنْهُم ... وكلٌّ ينتحِي حنقاً وبيلا

وقامَ مصوِّتانِ برأسِ عثٍّ ... أقامَ الحربَ والعيَّ الطَّويلا

وغودرَ في ديارهمِ حبيشٌ ... وعيلَ على الأركاسِ أنْ يؤولا

<<  <   >  >>