فليتَ المطايا كنَّ عرِّينَ بعدهُ ... ولمْ تُطلب الحاجاتُ بعدَ كثيرِ
[عمرو بن شأس]
وقال عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة بن ذويبة بن مالك بن الحارث بن سعد ابن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار:
لا همَّ ربَّ النَّاسِ إنْ كذبتْ ... ليلى فعرَّ بثدْيها ثكْلُ
إنِّي صرمتهمْ وما صرَموا ... لا بلْ لكلِّ إخائهم دخْلُ
ليسَ الإخاءُ إذا اتَّبعتَ بأنْ ... يُقصى الخليلُ ويحرمُ السُّؤْلُ
فاقطعْ بلادهمْ بناجيةٍ ... كالسَّيفِ زايلَ غمدهُ النَّصْلُ
تعدو إذا تلعَ النَّهارُ كما ... قطعَ الجفاجفَ خاضبٌ هقْلُ
حمشُ المشاشِ عفارهُ لمعٌ ... قردٌ كأنَّ جرانهُ حبْلُ
وكأنَّما بمخطِّ منسمهِ ... من خلفهِ مِن خفِّهِ نعْلُ
تهدي الرِّكابَ إذا الرِّكابُ علتْ ... موراً كأنَّ جديدهُ سحْلُ
فانظرْ خليلي هلْ ترى ظعناً ... كالدَّومِ أو أشباهِها الأثْلُ
ينظرنَ من خللِ الخدورِ كما ... نظرتْ دوامجُ أيكةٍ كحْلُ
فيهنَّ جازيةٌ إذا بغمتْ ... تخشى السِّباعَ غذا لها طفْلُ
نحنُ الذينَ لحلْمنا فضلٌ ... قدماً وعندَ خطيبنا فصْلُ
وإذا نطاوعُ أمرَ سادَتنا ... لمْ يردِنا عجزٌ ولا بخْلُ
ولنا منَ الأرضينِ رابيةٌ ... تعلو الإكامَ وقودُها جزْلُ
ولنا إذا ارتحلتْ عشيرتُنا ... رحلٌ ونحنُ لرحلِنا أهْلُ
نعلو بهِ صدرَ البعيرِ ولمْ ... يوجدْ لنا في قومِنا كفْلُ
ولنا روايا يحملونَ لنا ... أثقالَنا إذْ يكرهُ الحمْلُ
ولنا فوارسُ يركبونَ لنا ... في الرَّوعِ لا ميلٌ ولا عزْلُ
متقاربٌ أطنابُ دورِهم ... زهرٌ إذا ما صرَّحتْ كحْلُ
المطعمونَ إذا النُّجومُ خوتْ ... وأحاطَ بالمتوحِّدِ المحْلُ
ندعو الدَّنيَّةَ أنْ تحلَّ بنا ... ونشدُّ حينَ تعاورَ النَّبْلُ
أمثالهمْ من خيرِ قومهمِ ... حسباً وكلُّ أرُومهمْ مثْلُ
لسنا نموتُ على مضاجعِنا ... باللَّيلِ بلْ أدواؤنا القتْلُ
وقال عمرو بن شأس:
متى تعرفِ العينانِ أطلالَ دمنةٍ ... لليلى بأعلى ذي معاركَ تدمَعا
على النَّحرِ والسِّربالِ حتَّى تبلَّهُ ... سجومٌ ولمْ تجزعْ إلى الدَّارِ مجزَعا
خليلي عوجا اليوم نقض لبانة ... وإلا تعوجا اليوم لا ننطلق معا
وإن تنظراني اليوم أتبعكما غداً ... قياد الجنيب أو أذل وأطوعا
وقد زعما أن قد أملَّ عليهما ... ثوائي وقيلي كلما ارتحلا أربعا
وما لبثةٌ في الحيِّ يوماً وليلةً ... بكافيكَ عمَّا قلتَ صيفاً ومربَعا
فجودا لليلى بالكرامةِ منكُما ... وما شئتُما أنْ تمنعا بعدُ فامنَعا
وما زالَ يُزجي حبُّ ليلى أمامهُ ... وليدينِ حتَّى عمرُنا قدْ تسعسَعا
تذكَّرتُ ليلى والمطيُّ كأنَّها ... قطا منهلٍ أمَّ القطاطَ فلعلَعا
تراهنَّ بالرُّكبانِ عن ليلةِ السُّرى ... عواسرَ يذعرنَ الشَّبوبَ المولَّعا
إذا هبطتْ خرقاً عليهِ غباوةٌ ... ركضنَ دقاقاً لبطُها قدْ تسلَّعا
وما جابةُ القرنينِ أدماءُ مُخرفٌ ... ترعَّى بذي نخلٍ شعاباً وأفرعا
بأبعدَ من ليلى نوالاً فلا تكنْ ... بذكراك شيئاً لا يواتيك مولعا
بني أسدٍ هلْ تعلمونَ بلاءنا ... إذا كانَ يومٌ ذا كواكبَ أشنعا
إذا كانتِ الحوُّ الطِّوالُ كأنَّما ... كساها السِّلاحُ الأرجوانُ المضلَّعا
نذودُ الملوكَ عنكمُ وتذودُنا ... إلى الموتِ حتَّى يضبعوا ثمَّ نضبعا
وغسّانَ حتَّى أسلمتْ سرواتنا ... عديّاً وكانَ الموتُ في حيثُ أوقعا
ومن حجرٍ قد أمكنتكمْ رماحنا ... وقد سارَ حولاً في معدٍّ وأوضعا
وكائنْ رددنا عنكمُ من متوَّجٍ ... يجيءُ أمامَ الألفِ يردي مقنَّعا
ضربنا يديهِ بالسُّيوفِ ورأسهُ ... غداةَ الوغى في النَّقعِ حتَّى تكنَّعا
بكلِّ رفيقِ الشَّفرتينِ مهنَّدٍ ... حميدٍ إذا ما ماطرُ الموتِ أقلعا
وقال عمرو بن شأسٍ: