للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرينا يومَ ذلك من أتانا ... بذي الظُّبةِ الكواكبَ بالنَّهارِ

فلو كنَّا المغيرةَ قد أفأنا ... المؤبَّلَ والعقائلَ كالعرارِ

أبا ثورٍ سجاحِ فإنَّ دعوى ... تخالفُ ما أبيتَ عصيمُ عارِ

فلولا أن تداركَ جريُ صهوي ... كلومٌ مثلُ غائلةِ النِّفارِ

لردَّ إليكَ شاكلةً بتيراً ... حسامٌ غيرُ مستلمٍ قُطارِ

عديّ بن وداع

وقال عديّ بن وداع أحد بني عقْيٍ، وهو أسد بن الحارث بن مالك بن فهم أحد الأزد، وكان يلقب الأعمى ولم يكن أعمى:

كلَّفني القلبُ فلمْ أجهلِ ... عهدَ الصِّبا في السَّالفِ الأوَّلِ

أزمانَ إذ أملكُ عقلي وإذ ... طرفيَ لم يخسأ ولم يكللِ

أرى ابنةَ الأزْدي قد أقبلتْ ... بينَ سموطِ الدُّرِّ في المجولِ

كالظَّبيةِ الفاردةِ الخاذلِ ... المخروفةِ المقفرةِ المُطفلِ

ظلَّتْ تعاطى بخلاءٍ من ال ... أرضِ شجونَ السَّلمِ المهدلِ

يابنةَ كعبِ بن صليعٍ ألا ... تستيقني إن كنتِ لم تذهلي

قالتْ ألا لا يُشترى ذاكمُ ... إلاَّ برعبِ الثَّمنِ الأجزلِ

إن تعطنا سطرَ الحفافينِ مقْ ... طوعاً لنا بتلاً إذنْ نفعلِ

إنَّ الحفافينَ عقارُ امرئٍ ... يمنعهُ الضَّيمُ فلا تجهلي

مالُ امرئٍ يخبطُ في الغمرةِ ال ... قرنَ غداةَ البأسِ بالمنصلِ

إن كنتِ تستأسينَ لا بدَّ فال ... معروفُ منّا أُختنا فاسألي

العبدَ أو بكرتنا الحرَّةَ ال ... زَّهراءَ أو منصفةَ النُّزَّلِ

طبنا بهذا لك نفساً فإنْ ... ترضي به عنّا إذن فافعلي

بعضكِ يا وجدَ امرئٍ شفَّهُ ال ... حبُّ فلمْ يفرغْ ولم يُشغلِ

أعمى على حالٍ من الحالِ لا ... يشعرُ ما النّائي من المقبلِ

لو كنتِ قد أدنيتني الودَّ ما ... ألفيتُ مثلَ الضَّمنِ الزُّمَّلِ

أوديتُ في المودينَ إن كنتُ في ال ... أحياءِ كالمنسيَّ لم يحفلِ

وسائلي القومَ إذا أرملوا ... والمعتفي والصَّحبَ بي فاسألي

أيُّ فتًى أعمى عديٌّ إذا ... ما باشرَ الكيدَ على التَّلتلِ

قد أشخذُ الصَّحبَ إلى موطنٍ ... يكلحُ منه ناجذُ المصطلي

ضربَ سيوفِ الهندِ صقعاً كما ... يُشعلُ غابُ الحرقِ المشعلِ

أو كقصيفِ البردِ الصَّيِّفِ ال ... مبعقِ في الظَّاهرِ ذي الجرولِ

جرتْ به دلوٌ قريٌّ على ... أدراجها من باكرٍ مسبلِ

من عارضٍ جونٍ ركامٍ وهتْ ... عزلاؤهُ منهزمِ الأسفلِ

يحفزهُ رعدٌ وبرقٌ على ... أرجائهِ مرتجزُ الأزملِ

حينَ ترى القتلى لدى مُزحفٍ ... كالقربِ الوفرِ لدى المنهلِ

حينَ يقولُ النَّجدُ مِن رهبةِ ال ... موتِ أرى الغمرةَ لا تنجلي

سيفُ ابنِ نشوانَ بكفِّي وقدْ ... سقاهُ شهراً مدوسُ الصَّقيلِ

أخضرُ ذو زرَّينِ يُسقى سِما ... ماً فإذا أُرهفَ لم ينحلِ

أحمي بهِ فرجَ سلوقيَّةٍ ... كالشَّمسِ تغشى طرفَ الأنملِ

إنْ كنتُ أعمى فاسألي القومَ هلْ ... أُسكتُ روَع المرءِ ذي الأفكلِ

أضربُ في العورةِ ما فيَّ إنْ ... أُخضمتُ أو أُقضمتُ لم أئتلِ

أعلمُ أنْ كلُّ فتًى مرَّةً ... للقتلِ أو بيتٍ منَ الجندلِ

ذلكَ مكروهي وروغي فإنْ ... أُحملْ على الثِّقلةِ لا أثقلِ

ممَّا ينوبُ الحيُّ فيهمْ وقدْ ... أجتازُ بالمبتقلِ المعملِ

السَّابقُ المختالَ بالكورِ وال ... أعلامِ نوحَ الفاقدِ المعولِ

ينجو منَ السَّوطِ كما تجدمُ ال ... قيدودُ منْ وهوهةِ المسحلِ

شرَّدها زرٌّ بلحييهِ منْ ... أعرافِها والشَّعرِ المنسلِ

صائفةٍ وَحمى تصدَّى لهُ ... كالقوسِ منْ فارعةِ الأشكلِ

ترهقهُ ضرباً وتنجُو على ... وحشيِّها قاربةَ المنهلِ

قذفكَ بالقدحِ منَ السَّاسمِ ال ... أجردِ قدحَ الصَّنعِ المغتلي

حتَّى يحورَ النَّيُّ منهُ إلى ... عظمِ سُلامى سلسِ المفصلِ

بينَ رذيِّ الرَّهبِ المقصدِ ال ... مخِّ المُباري خدمَ المنعلِ

<<  <   >  >>