سنيحاً ولا جارياً بارحاً ... على كلِّ حالٍ نلاقي اليسارا
نقودُ الجيادَ بأرسانِها ... يضعنَ ببطنِ الرشاءِ المهارا
يشقُّ الحزابيُّ سلافُنا ... كما شققَ الهاجرِيُّ الدِّبارا
شربنا بحواءَ في ناجرٍ ... فسرنا ثلاثاً فأبنا الجفارا
وجللنَ دمخاً قناعَ العرُو ... سِ أدنَتْ على حاجبيها الخمارا
فكادتْ فزارةُ تصلى بنا ... فأولى فزارةُ أولى فزارا
ولوْ أدركتهمْ أمرتْ لهمْ ... من الشرِ يوماً ممرَّاً مغارا
أبرنَ نميراً وحيَّ الحريشِ ... وحيَّ كلابٍ أبارَتْ بوارا
وكنا بها أسداً زائراً ... أبى لا يحاولُ إلا سوارا
وفرَّ ابنُ كوزٍ بأذوادِه ... وليتَ ابنَ كوزٍ رآنا نهارا
بحمرانَ أمْ بقَفا ناعِتَينَ ... أو المُستَوِي إذْ علونَ النسارا
ولكنَّهُ لجَّ في روعهِ ... فكانَ ابنُ كوزٍ مهاةً نوارا
ولكنما لقيتْ غدوةً ... سواءَةَ سعدٍ ونصراً جهارا
وحيَّ سُوَيْدٍ فما أخطأَتْ ... وغنماً فكانتْ لغنْمٍ دمارا
فكلُّ قبائلهم أتبعتْ ... كما أتبعَ العرُّ ملحاً وقارا
بكلِّ مكانٍ ترى منهمُ ... أراملَ شيباً ورجلَيْ حرارا
[بشامة بن الغدير]
وقال بشامة بن الغدير وهو بشامة بن عمرو بن معاوية بن الغدير بن هلال بن سفيان بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان: الكامل
لِمنِ الديارُ عفونَ بالجزعِ ... بالدومِ بينَ بحارَ فالشرعِ
درستْ وقدْ بقيتَ على حججٍ ... بعدَ الأنيسِ عفونها سبعِ
إلا بقايا خيمةٍ درستْ ... دارتْ قواعدها على الربعِ
توقفتُ في دارِ الجميعِ وقدْ ... جالتْ شؤونُ الرأسِ بالدمعِ
كعروضِ فياضٍ على فلجٍ ... تجري جداولهُ على الزرعِ
فوقفتُ فيها كيْ أسائلها ... عوجَ اللبانِ كمطرقِ النبعِ
أنضِي الركابَ على مكارهِهَا ... بزفيفٍ بينَ المشي والوضعِ
بزفيفِ نقنقةٍ مصلمةٍ ... قرعاءَ بينَ نقانقٍ قرع
وبقاءِ مطرورٍ تخيرهُ ... صنعٌ لطولِ السنِ والوقعِ
ويدَيْ أصمَّ مبادرٍ نهلاً ... قلقتْ محالتهُ من النزعِ
من حجمِّ بئرٍ كانَ فرصتُهُ ... منها صبيحةَ ليلةِ الربعِ
فأقامَ هوذلةَ الرشَاءِ وإنْ ... تخطئْ يداهُ يمدُّ بالضبعِ
أبلغْ بني سهمٍ لديكَ فهلْ ... فيكمْ من الحدثانِ من بدعِ
أمْ هل ترونَ اليومَ منْ أحدٍ ... حملتْ حصاةُ أخٍ لهُ يرعِي
فلئنْ ظفرتُمْ بالخصامِ لموْ ... لاكمْ فكانَ كشحمةِ القلْعِ
وبدأتمُ للناسِ سنتها ... وقعدتمُ للريحِ في رجعِ
لتلاومنَّ على المواطنِ ... ألاَّ تخلطوا الإعطاءَ بالمنعِ
[الأسود بن يعفر]
وقال الاسود بن يعفر بن عبد القيس بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم النهشلي وهي مفضلية: الكامل
نامَ الخليُّ وما أحسُّ رقادِي ... والهمُّ محتضرٌ لديَّ وسادي
من غيرِ ما سقمٍ ولكنْ شفنِي ... همٌّ أراهُ قدْ أصابَ فؤادِي
ومنَ الحوادثِ لا أبا لكِ أنني ... ضربتْ عليَّ الأرضُ بالأسدادِ
لا أهْتدِي فيها لموضعِ تلعةٍ ... بينَ العراقِ وبينَ أرضِ مرادِ
ولقد علمتُ سوى الذي نبأتني ... إنَّ السبيلَ سبيلُ ذي الأعوادِ
إنَّ المنيةَ والحتوفَ كليهما ... يوفي المخارِمَ يرقبانِ سوادي
لنْ يرضيا مني وفاءَ رهينةس ... من دونِ نفسي طارِفي وتلادي
ماذا أؤملُ بعدَ آلِ محرقٍ ... تركوا منازلهمْ وبعدَ إيادِ
أهلِ الخورنَقِ والسديرِ وبارقٍ ... والقصرِ ذي الشرفاتِ من سندادِ
أرضٌ تخيرها لطيبِ مقيلهَا ... كعبُ بنُ مامةَ وابنُ أمِّ دؤادِ
جرتِ الرياحُ على محلِّ ديارِهِمْ ... فكأنما كانوا على ميعادِ
ولقد غنوا فيها بأنعمِ عيشةٍ ... في ظلِّ ملكٍ ثابتِ الأوتادِ
نزلوا بأنقرةٍ يسيلُ عليهم ... ماءُ الفراتِ يجيءُ من أطوادِ
أينَ الذينَ بنوا فطالَ بناؤهُمْ ... وتمتعوا بالأهلِ والأولادِ