للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد بتُّ أحرسُهُ وحدِي ويمنعني ... صوتُ السباعِ بهِ يضبحنَ وإلهامِ

ما كانَ إلاَّ اطلاعي في مدالجهِ ... ثم انصرافي إلى وجناءَ مجذامِ

أفرغتُ في حوضِها صفناً لتشربهُ ... في داثرٍ خلقِ الأعضادِ أهْدامِ

فعافت الماءَ واستافَتْ بمشفَرِها ... ثمَّ استمرَّتْ سواهُ طرفُها سامِ

صدتْ كما صدَّ عمَّا لا يحلُّ لهُ ... ساقي نصارَى قبيلَ الصبحِ صوامِ

أرمِي بها بلداً ترميهِ عن بلدٍ ... حتى أُنيخَتْ على أحواضِ ضرسامِ

وقال أيضاً: المتقارب

سلا عنْ تذكره تكتما ... وكانَ رهيناً بها مغرما

وأقصرَ عنهَا وآياتُها ... تذكرهُ داءهُ الأقدما

فأوصى الفتى بابتناءِ العُلى ... وأنْ لا يخونَ ولا يأثما

ويلبسُ للدهرِ أجلالهُ ... فلنْ يبنيَ الناسُ ما هدَّما

وإنْ أنتَ لاقيتَ في نجدةٍ ... فلا تتكاءدْكَ أن تقدِما

فإنَّ المنيةَ منْ يخشها ... فسوفَ تصادفهُ أينما

وإنْ تتخطاكَ أسبابُها ... فإنَّ قصاركَ أن تهرما

وأحببْ حبيبكَ حُباً رويداً ... فقد لا يعولكَ أن تصرما

فتظلمَ بالودِّ منْ وصلُهُ ... رقيقٌ فتسفه أو تندما

وأبغضْ بغيضكَ بغضاً رويداً ... إذا أنتَ حاولتَ أن تحكما

ولوْ أنَّ منْ حتفهِ ناجياً ... لكانَ هو الصدَعَ الأعصما

بإسبيلَ ألقتْ بهِ أمُّهُ ... على رأسِ ذي حبُكٍ أبهما

إذا شاءَ طالعَ مسجورةً ... ترى حولها النبعَ والساسما

يكونُ لأعدائِهِ مجهلاً ... مضلاً وكانتْ لهُ معلما

سقتها رواعدُ من صيفٍ ... وإنْ منْ خريفٍ فلنْ يعدما

أتاحَ لهُ الدهرُ ذا وفضةٍ ... يقلبُ في كفهِ أسهما

فراقبهُ وهو في قترةٍ ... وما كنَ يرهبُ أنْ يكلَما

فأرسلَ سهماً لهُ أهزعاً ... فشكَّ نواهقهُ والفما

فريغَ الغِرارُ على قدرةٍ ... وما كانَ يرهبُ أنْ يكلمَا

فظلَّ يشبُّ كأنَّ الولو ... عَ كانَ بصحتهِ مغرما

أتى حصنهُ ما أتى تُبعاً ... وأبرهةَ الملكُ الأعظمَا

لقيمُ بنُ لقمانَ من أختهِ ... فكانَ ابنَ أختٍ لهُ وابنَما

لياليَ حمقَ فاستحضنتْ ... إليهِ فغرَّ به مظلما

فأحبلها رجلٌ نابهٌ ... فجاءتْ بهِ رجلاً محكما

[تميم بن أبي مقبل]

وقال تميم بن أبي بن مقبل بن عوف بن حنيف بن العجلان وهو عبد الله بن كعب بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر: الطويل

سلِ الدارَ منْ جنبيْ حبرٍّ فواهبِ ... إلى ما رَأى هضبُ القليب المضيحُ

أقامَ وخلتهُ كبيشةُ بعدما ... أطالَ به منهَا مراحٌ ومسرحُ

وحلَّتْ سواجاً حلةً فكأنما ... بحزمِ سواجٍ وشمُ كفٍّ مقرحُ

تقولُ تربحْ يغمرِ المالُ أهلهُ ... كبيشةُ والتقوَى إلى اللهِ أربحُ

ألمْ تعلمِي أنْ لا يذمَّ فجاءتي ... دخيلٌ إذا اغبرَّ العضاهُ المجلحُ

وهبتْ شمالاً تهتكُ السترَ قرةً ... تكادُ قبيلَ الصُّبْحِ بالماءِ تنضحُ

يظلُّ الحصانُ الوردُ منها مجللاً ... لدى السترِ يغشاهُ المصكُّ الصمحمحُ

وأنْ لا ألومُ النفسَ فيما أصابني ... وأنْ لا أكادُ بالذي قلتُ أفرحُ

وما الدهرُ إلاَّ تارتانِ فمنهما ... أموتُ وأخرى تبتغي العيشَ أكدَحُ

وكلتاهُمَا قد خطَّ لي في صحيفتي ... فللعيشُ اشهى لي وللموتُ أروحُ

إذا متُّ فانعيني بما أنا أهلهُ ... وذمي الحياةَ كلُّ عيشٍ مترحُ

وقولي فتى تشقَى بهِ النابُ ردَّهَا ... على رغمِهَا أيسارُ صدْقٍ وأقدُحُ

تخيلَ فيها ذو وشومٍ كأنَّهَا ... يطلى بحُصٍّ أو يعلى فيصبحُ

جلاَ صنفاتِ الربطِ عنهُ قرابهُ ... وأخلصهُ مما يُصانُ ويمسحُ

صريعٌ درِيرُ مسهُ مسُّ بيضةٍ ... إذا سنحتْ أيدي المفيضينَ يبرحُ

بهِ قرعٌ أبدَى الحصى عنْ متونهِ ... سفاسقَ أعراها اللحاءُ المشبحُ

غدا وهو مجدولٌ فراحَ كأنهُ ... من الصكِّ والتقليبِ في الكفِّ أفطحُ

<<  <   >  >>