للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خروجٌ من الغمَّى إذا صُكَّ صكةً ... بدا والعيونُ المستكفةُ تلمحُ

مفدًّى مودًّى باليدينِ ملعنٌ ... خليعُ لجامٍ فائزٌ متمنحُ

إذا امتنحتهُ منْ معدٍّ عصابةٌ ... غدَا ربهُ قبلَ المفيضينَ يقدَحُ

أرقتُ لبرقٍ آخرِ الليلِ دونهُ ... رضامٌ وهضبٌ دونَ رمانَ أفيحُ

لجونٍ شآمٍ كلمَا قلتُ قدْ مضى ... سنا فالقوارِي الخضرُ في الماءِ جنحُ

فأضحَى له جلبٌ بأكنافِ شرمةٍ ... أجشُّ سماكيٌّ منَ الوبلِ أفضحُ

وألقَى بشرجٍ والصريفِ بعاعهُ ... ثقالٌ رواياهُ من المزنِ دلحُ

ترى كلَّ وادٍ جالَ فيه كأنما ... أناخَ عليهِ راكبٌ متملحُ

وقاظتْ كشافاً من ضريةَ مشرفٍ ... لها من حبوباةٍ خسيفٌ وأبطَحُ

ألا ليتَ أنا لمْ نزلَ مثلَ عهدنا ... بعارمةِ الخرجاءِ والعهدُ ينزحُ

بحيٍّ إذا قيلَ اظعنوا قدْ أتيتمُ ... أقاموا على أثقالهم وتلحلحوا

مسالحهُمْ من كلِّ أجردَ سابحٍ ... جمومٍ إذا ابتلَّ الحزامُ الموشحُ

قويرحُ أعوامٍ رفيعٌ قذالهُ ... يظلُّ يبزُّ الكهلَ والكهلُ يطمحُ

ثناهُ فلمَّا راجعَ العدوَ لمْ يزلْ ... ينازعُ في فأسِ اللجامِ ويمرحُ

ينازعُ شقياً كأنَّ عنانهُ ... يفوتُ بهِ الإقداعَ جذعٌ منقحُ

ويرعدُ إرعادَ الهجينِ أضاعهُ ... غداةَ الشمالِ الشمرجُ المتنصحُ

وجرداءَ ملوحٍ يجولُ بريمها ... توقرُ بعدَ الربوِ فرطاً وتمسحُ

كسيدِ الغضا في الطلِّ بادَرَ جروهُ ... أهاليبَ شدٍّ كلها متسرحُ

وفتيانُ صدقٍ قدْ رفعتُ عقيرتي ... لهم موهناً والزقُّ ملأَنَ مجنحُ

وضمنتُ أرسانَ الجيادِ معبداً ... إذا ما ضربنا رأسهُ لا يرنحُ

فباتَ يقاسِي بعدما شجَّ رأسهُ ... فحولاً جمعناها تشبُّ وتضرحُ

وباتَ يغني في الخليج كأنهُ ... كميتٌ مدمى ناصعُ اللونِ أقرحُ

وقد أبعثُ الوجناءَ يزجلُ خفها ... وظيفٌ كظنبوبِ النعامةِ أروحُ

يصكُّ الحصى عن يعملي كأنهُ ... إذا ما علا حدَّ الأماعزِ مرضحُ

إذا الأبلقُ المحزوُّ آضَ كأنهُ ... من الحر ِّ في حدِّ الظهيرةِ مسطحُ

وقال تميم: الطويل

دعتنا بكهفٍ منْ كنابينِ دعوةً ... على عجلٍ دهماءُ والركبُ رائحُ

فقلتُ وقدْ جاورنَ بطنَ خماصةٍ ... جرتْ دونَ دهماءَ الظباءُ البوارِحُ

أتى دونها ذبُّ الريادِ كأنهُ ... فتى فارسيٌّ في سراويلَ رامحُ

وما ذكرهُ دهماءَ بعدَ مزارها ... بنجرانَ إلا الترهاتُ الصحاصحُ

عفا الدارَ من دهماءَ بعدَ إقامةٍ ... عجاجٌ يجنبيْ مندرٍ متناوحُ

فصخدٌ فشسعَى من عميرةَ فاللوَى ... يلحنَ كما لاحَ الوشوم القرائحُ

إذا الناسُ قالوا كيفَ أنتَ وقدْ بدا ... ضميرُ الذي بي قلتُ للناسِ صالحُ

ليرضَى صديقٌ أو ليبلغَ كاشحاً ... وما كلُّ من سلفتهُ الودَّ ناصحُ

إذا قيلَ من دهماءُ خبرتُ أنها ... من الجنِّ لمْ يقدحْ لها الزندَ قادحُ

وكيفَ ولا نارٌ لدهماءَ أوقدتْ ... قريباً ولا كلبً لدهماءَ نابحُ

وإني لتلحاني على أن أحبُّها ... رجالٌ تعزيم قلوبٌ صحائحُ

ولو كانَ حبي أمَّ ذي الودعِ كلهُ ... لأهلكِ مالاً لمْ تسعهُ المسارحُ

أبى الهجرُ من دهماءَ والصرمُ أنَّني ... مجدٍّ بدهماءَ الحديثَ ومازحُ

ويوماً على نجرانَ قامتْ فخلتهَا ... كأحسنِ ما ضمتْ إليَّ الأباطحُ

بمشيٍ كهزِّ الرمحِ بادٍ جمالهُ ... إذا جدفَ المشيَ القصارُ الدحادحُ

ولستُ بناسٍ قولها إذ لقيتها ... أجدي نبتْ عنكَ الخوطبُ الجوارحُ

نبَا ما نبَا عني من الدهرِ ماجداً ... أكارمُ منْ آخيتهُ وأسامحُ

وإنِّي إذا ملتْ ركابي مناخها ... ركبتُ ولمْ تعجزْ عليَّ المنادِحُ

وإنِّي إذا ضنَّ الرَّفُودُ برفدِهِ ... لمختبطٌ من تالدِ المالِ جارحُ

وعاودتُ أسدامَ المياهِ ولم تزلْ ... قلائصُ تحتي في طريقٍ طلائحُ

يظلُّ يغشٍ ظلهَا سدراتِهَا ... وتعقدُ في أرِساغِهنَّ السَّرابِحُ

<<  <   >  >>