للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتولجُ في الظلِّ الزناءِ رؤوسها ... وتحسبُهَا هيماً وهنَّ صحائحُ

كأنَّ منحاهَا إذا الشمسُ أعرضتْ ... وأجسامَها تحتَ الرحالِ النوائحُ

وقال تميم: البسيط

أناظرُ الوصلُ أمْ غادٍ فمصرومُ ... أمْ كلُّ دينكَ من دهماءَ مغرومُ

أما تذكرُ من دهماءَ إذْ طلعتْ ... نجديْ بريعٍ وقدْ شابَ المقاديمُ

هل عاشقٌ نالَ من دهماءَ حاجتهُ ... في الجاهليةِ قبلَ الدينِ مرحومُ

بيضُ الأنوقِ برعمٍ دونَ مسكنها ... وبالأبارقِ من طلحامَ مركومُ

وطفلةٍ غيرِ جباءٍ ولا نصفٍ ... من سرِّ أمثالها بادٍ ومكتومِ

خودٌ تلبسُ ألبابُ الرجال بها ... معطًى قليلاً على بخلٍ ومصرومُ

عانقتها فانثنتْ طوعَ العناقِ كما ... مالتْ بشاربِهَا صهباءَ خرطومُ

صرفٌ ترقرقُ في الناجودِ ناطلُهَا ... بالفلفلِ الجونِ والرمانِ مختومُ

يمجها أكلفُ الإسكابِ وافقَهُ ... أيدي الهبانيقِ بالمثناةِ معكومُ

كأنها مارنُ العرنينِ مفتصلٌ ... من الظباءِ عليهِ الودْعُ منظومُ

مقلدٌ قضبَ الريحانِ ذو جُدَدٍ ... في جوزهِ من نجارِ الأدْمِ توسيمُ

ممَّا تبنا عذارَى الحيِّ آنسهُ ... مسحُ الأكفِّ وإلباسٌ وتنويمُ

منْ بعدِ ما نزَّ تزجيهِ مرشحةٌ ... أخلا تياسٌ عليها فالبراعيمُ

لا سافرُ اللحمِ مدخولٌ ولا هبجٌ ... كاسي العظامِ لطيفُ الكشحِ مهضومُ

وليلةٍ مثلِ لونِ الفيلِ غيرها ... طمسُ الكواكبِ والبيدُ الدياميمُ

كلفتها عندلاً في مشيهَا دفقٌ ... تفري الفرِيَّ إذا امتدَّ البلاعيمُ

فيهَا إذا الشركُ المجهولُ أخطأهُ ... أمُّ الأدلاءِ واغبرَّ الأياديمُ

معوَّلٌ حينَ يستولي براكبهِ ... خرقٌ كأنَّ مطايا سفرهِ هيمُ

باتتْ على ثفنٍ لأمٍ مراكزهُ ... جافى بهِ مستعداتٌ أطاميمُ

غيرَى على الشجعاتِ العوجِ أرجُلَها ... إذا تفاضلتِ البزلُ العلاكيمُ

يهوي لهَا بينَ أيديهَا وأرجُلِهَا ... إذا اشفتَرَّ الحصى حمرٌ ملاثيمُ

رضخَ الإماءِ النوَى ردَّتْ نوازيهُ ... إذا استدرَّتْ بأيديهَا الملاديمُ

إنْ ينقصِ الدهرُ مني فالفتى غرضٌ ... للدهرِ من عودهِ وافٍ ومثلومُ

وإنْ يكنْ ذاك مقداراً أصبتُ بهِ ... فسيرةُ الدهرِ تعويجٌ وتقويمُ

لا يُحْرزُ المرءَ أنصارٌ ورابيةٌ ... تأبَى الهوانَ إذا عدَّ الجراثيمُ

لا يمنع المرءَ أحجاءُ البلادِ ولا ... تبنَى لهُ في السمواتِ السلاليمُ

فقدْ أكثرُ للمولى بحاجتهِ ... وقدْ أردُّ عليهِ وهو مظلومُ

حتى يبوءَ بما قدمتُ من حسنٍ ... إنَّ المَواليَ محمودٌ ومذمومُ

وأنبهُ الخرقَ لم يلمُسْ بمضجعهِ ... كأنهُ منْ قتالِ السيرِ مأمومُ

وينفرُ النيبَ سيفِي بينَ أسوقِها ... لمْ يؤتمنْ سرهَا إلاَّ شراذيمُ

فذاكَ دأبي بها حالاً وأحبسُها ... يسعى بأوصالِهَا الشعثُ المقاريمُ

منْ عاتقِ النبعِ لم تغمزْ مواصمهُ ... حذُّ المتاقةِ أغفالٌ وموسومُ

في دارِ حيٍّ يهينونَ اللحامَ وهمْ ... للجارِ والضيفِ يغشاهم مكاريمُ

فتيانُ صدقٍ إذا ما الأمرُ جدَّ بهمْ ... أيدي حواطبهمْ دامٍ ومكلومُ

قدْ أيقنوا أنَّ مالَ المرءِ يتبعهُ ... حقٌّ على صالحِ الأقوامِ معلومُ

وهيكلٍ كشجارِ القرِّ مطرِدٍ ... في مرفقيهِ وفي الأنساءِ تحريمُ

كأنَّ ما بينَ جنبيهِ ومنقبهِ ... منْ جوزهِ ومقطِّ القنبِ ملطومُ

بترسِ أعجمَ لمْ تنخَر مثاقبهُ ... فيما تخيرُ في آطامِهَا الرومُ

عرجتهُ رائداً في عازبٍ رغدٍ ... جنَّ النواصفُ منه واليحاميمُ

مثلُ الطرابيلِ أحدانُ الحميرِ بهِ ... تفلِي معارِفَها الجونُ العلاجيمُ

شذَّ الحوالي عنها حوشبٌ حدبٌ ... عاري النواهقِ بالتنهاقِ منهومُ

حتى دفعتُ لمستورِي على عجلٍ ... في جوزهِ ونصيلِ الرأسِ تقديمُ

كأنهُ ناشدٌ نادى لموعدهِ ... عبدَ منافٍ إذا اشتدَّ الحيازيمُ

يثني على حامييهِ ظلَّ حارِكِهِ ... يومٌ قديديمةَ الجوزاءِ مسمومُ

<<  <   >  >>