للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا عدلتَ بهِ رجالاً لمْ تجدْ ... فيضَ الفراتِ كراشِح الأوشالِ

وإذا تبوعَ للحمالَةِ لمْ يكنْ ... عنها بمنبهرٍ ولا سعالِ

وإذا أتى بابَ الأميرِ لحاجةٍ ... سمتِ العيونُ إلى أغرَّ طوالِ

ضخمٌ سرادقُهُ يعارضُ سيبهُ ... نفحاتِ كلِّ صباً وكلِّ شمالِ

وإذا الملوكُ تؤوكلتْ أعناقها ... فالحملْ هناكَ على فتًى حمالِ

ليستْ عطيتهُ إذا ما جئتهُ ... نزراً وليسَ سجالهُ كسجالِ

فهو الجوادُ لمنْ تعرضَ سيبهُ ... وابنُ الجوادِ وحامِلُ الأثقالِ

ومسومٍ خرقُ الحتوفِ يقودهُ ... للطعنِ يومَ كريهةٍ وقتالِ

أقصدتَ رائدها بعاملِ صعدةٍ ... ونزلتَ عندَ تواكلِ الأبطالِ

والخيلُ عابسةٌ كأنَّ فروجها ... نحورها ينضحنَ بالجريالِ

والقومُ تختلفُ الأسنةُ بينهمْ ... يكبونَ بينَ سوافِلٍ وعوالِي

ولقد تزيلُ الخيلَ عن أهوائِها ... وتفلَّ حدَّ رجالِها برجالِ

وموقعٍ أثَرَ السفارِ بخطمهِ ... من سودِ عقةَ أو بَنِي الجوالِ

تمرِي الجلاجلُ منكباهُ كأنهُ ... قرقورُ أعجمَ من تجارِ أوالِ

بكرتْ عليَّ بهِ التجارُ وفوقَهُ ... أرواحُ طيبةِ الرياحِ حلالِ

فوضعتُ غيرَ غبيطهِ أثقالَهُ ... بسباءِ لا حصِرٍ ولا وغالِ

ولقد شربتُ الخمرَ في حانوتِها ... وشبربتُها بأريضةٍ محلالِ

ولقدْ رهنتُ يدِي المنية معلماً ... وحملتُ عندَ تواكلِ الحمالِ

ولأجعلنَّ بني كليبٍ شهرةً ... بعوارِمٍ ذهبتْ معَ القفالِ

كلُّ المكارِمِ قدْ بلغتْ وأنتمُ ... زمعُ الكلابِ معانقو الأطفالِ

وكأنما نسيتْ كليبٌ عيرها ... بينَ الصريحِ وبينَ ذي العقالِ

يمشونَ حولَ مخدمٍ قدْ سحجتْ ... متنيهِ عدلُ حناتِمٍ وسخالِ

وإذا أتيتَ بني كليبٍ لمْ تجدْ ... عدداً يهابُ ولا كثيرَ نوالِ

العادلينَ بدارِمٍ يربوعهمْ ... جدعاً جريرُ لألأمِ الأعدالِ

وإذا أردْتَ جريُ فاحبِسْ صاغِراً ... إنَّ البُكورَ لحاجبٍ وعقالِ

وقال الأخطل يمدح مصقلة بن هبيرة الشيباني: البسيط

هل تعرفُ اليومَ من ماويةَ الطللا ... تحملتْ إنسهُ منهُ وما احتملا

ببطنِ خنيفَ منْ أمِّ الوليدِ وقدْ ... تامتْ فؤادكَ أو كانتْ له خبلا

جرتْ عليهِ رياحُ الصيفِ حاصبها ... حتى تغير بعدَ الأنسِ أو خملا

فما به غيرُ موشيٍّ أكارعهُ ... إذا أحسَّ بشخصٍ نابئٍ مثلا

يرعى بخينفَ أحياناً وتضمرهُ ... أرضٌ خلاءٌ وماءٌ سائلٌ غللا

شهريْ جمادى فلما كانَ في رجبٍ ... أتمتِ الأرضُ مما حملتْ حبلا

كأنَّ عطارَةً باتتْ تطيفُ بهِ ... حتى تسربلَ مثلَ الورسِ وانتعلا

من خضبِ نورِ خزامَى قدْ أطاعَ لهُ ... أصابَ بالفقرِ من وسميهِ خضلا

فهو يقرُّ بها عيناً لمرتعهِ ... والقلبُ مستشعرٌ من خيفةٍ وجلا

حتى إذا الليلُ كفَّ الطرفَ ألبسهُ ... غيثٌ إذا ما مرتهُ ريحهُ سحلا

دانِي الربابِ إذا ارتجتْ حوامِلُهُ ... بالماءِ سدَّ فروجَ الأرضِ واحتفلا

فباتَ مكتئباً للبرقِ يرقبهُ ... كليلةِ الوصبِ ما أغفى وما غفلا

فباتَ في حقفِ أرطاةٍ يلوذُ بها ... إذا أحسَّ بسيلٍ تحتهُ انتقلا

كأنه ساجدٌ من نضحِ ديمتهِ ... مسبحٌ قامَ بعضَ الليلِ فابتهلا

ينفي الترابَ بروقيهِ وكلكلهِ ... كما استمازَ رئيسُ المقنبِ النفلا

كأنما القطرُ مرجانٌ يساقطهُ ... إذا علا الروقَ والمتنين والكفلا

حتى إذا الشمسُ وافتهُ بمطلِعها ... صبحهُ ضامرٌ غرثانُ قدْ نحلا

طاوٍ أزلُّ كسرحانِ الفلاةِ إذا ... لم يؤنس الوحشُ منهُ نبأةً ختلا

يشلِي سلوقيةً غضفاً إذا اندفعتْ ... خافتْ جديلةَ في الأثارِ أو ثعلا

مكلبينَ إذا اصطادوا كأنهم ... يسقونهمْ بدماءِ الأبدِ العسلا

فانصاعَ كالكوكبِ الدريِّ جردَهُ ... غيثٌ تقشَّعَ عنهُ طالَ ما هطلا

حتى إذا قلتُ نالتهُ سوابقُها ... كرَّ عليها وقدْ أمهلنهُ مهلا

<<  <   >  >>