ندافعُ عنهمُ الأعداءَ قدما ... ونحملُ عنهمُ ما حمَّلونا
نُطاعنُ ما تراخَى النَّاسُ عنَّا ... ونضربُ بالسُّيوفِ إذا غُشينا
بسمرٍ من قنا الخطِّيِّ سمرٍ ... ذوابلَ أو ببيضٍ يعتَلينا
نشقُّ بها رؤوسَ القومِ شقّاً ... ونخْليها الرِّقابَ فيختَلينا
تخالُ جماجمَ الأبطالِ فينا ... وسوقاً بالأماعزِ يرتَمينا
نجزُّ رؤوسهم في غيرِ برٍّ ... فما يدرونَ ماذا يتَّقونا
كأنَّ سيوفَنا منَّا ومنهمْ ... مخاريقٌ بأيدي لاعِبينا
كأنَّ ثيابَنا منَّا ومنهمْ ... خُضبنَ بأرجوانٍ أو طُلينا
إذا ما عيَّ بالأسنافِ حيٌّ ... منَ الهولِ المشبَّهِ أنْ يكونا
نصبْنا مثلَ رهوةَ ذاتَ حدٍّ ... محافظةً وكنَّا السَّابقينا
بفتيانٍ يرونَ القتلَ مجداً ... وبيضٍ في الحروبِ مجرَّبينا
حُديّا النَّاسِ كلّهم جميعاً ... مقارعةً بينهمْ عنْ بنِينا
فأمَّا يومَ خشيَتنا عليهمْ ... فتصبحُ خيلُنا عصباً ثُبينا
وأمَّا يومَ لا نخشى عليهمْ ... فنُمعنُ غارةً متلبِّبينا
برأسٍ من بني جشمِ بنِ بكرٍ ... ندقُّ به السُّهولةَ والحزونا
بأيِّ مشيئةٍ عمرو بنَ هندٍ ... تُطيعُ بنا الوُشاةَ وتزْدرينا
بأيِّ مشيئةٍ عمرو بنَ هندٍ ... نكونُ لخلفكمْ فيها قَطينا
تهدَّدنا وأوعدَنا رويداً ... متى كنَّا لأمِّكَ مُقتوينا
فإنَّ قناتَنا يا عمرو أعيتتْ ... على الأعداءِ قبلكَ أنْ تلينا
إذا عضَّ الثِّقافُ بها اشمأزَّتْ ... وولَّتهمْ عشوْزنةً زبونا
عشوْزنةً إذا انقلبتْ أرنَّتْ ... تدقُّ قفا المثقَّفِ والجبينا
فهلْ حُدِّثتَ في جشمَ بنِ بكرٍ ... بنقصٍ في خطوبِ الأوَّلينا
ورثْنا مجدَ علقمةَ بنِ سيفٍ ... أباحَ لنا حصونَ المجدَ دينا
ورثتُ مهلهلاً والخيرَ منهُم ... زهيراً نعمَ ذخرُ الذَّاخرينا
وعتَّاباً وكلثوماً جميعاً ... بهمْ نلْنا تراثَ الأكرمينا
وذا البُرةِ الذي حُدِّثتَ عنهُ ... به نُحمى ونحمي المُحجرينا
ومنَّا قبلةُ السَّاعي كليبٌ ... فأيُّ المجدِ إلاّ قدْ وَلينا
متى تُعقدْ قرينتُنا بحبلٍ ... نجذُّ الحبلَ أو نقِصُ القرينا
ونوجَدُ نحنُ أمنعهمْ ذِماراً ... وأوفاهمْ إذا عقدوا يَمينا
ونحنُ غداةَ أُوقدَ في خُزازى ... رفدْنا فوقَ رفدِ الرَّافدينا
ونحنُ الحابسونَ بذي أُراطى ... تسفُّ الجلَّةُ الخورُ الدَّرينا
ونحنُ الحاكمونَ إذا مُنعنا ... ونحنُ الآخذونَ لما هَوينا
وكنَّا الأيمنينَ إذا الْتقينا ... وكانَ الأيسرينَ بنوا أبينا
فصالوا صولةً فيمنْ يليهمْ ... وصُلنا صولةً فيمن يلينا
فآبوا بالنِّهابِ وبالسَّبايا ... وأُبنا بالملوكِ مصفَّدينا
إليكمْ يا بني بكرٍ إليكمْ ... ألمَّا تعلموا منَّا اليَقينا
علينا البيضُ واليلبُ اليماني ... وأسيافٌ يقُمنَ وينحَنينا
علينا كلُّ سابغةٍ دلاصٍ ... ترى تحتَ النِّجادِ لها غضونا
إذا وضعتْ عن الأبطالِ يوماً ... رأيتَ لها جلودَ القومِ جُونا
كأنَّ غصونهنَّ متونُ غدرٍ ... تصفِّقها الرِّياحُ إذا جرَينا
وتحملُنا غداة الرَّوعِ جردٌ ... عُرفنَ لها نقائذُ وافتُلينا
ورثناهنَّ عن آباءِ صدقٍ ... نورِّثها إذا مُتنا بنينا
وقدْ علمَ القبائلَ منْ معدٍ ... إذا قببٌ بأبطحِها بُنينا
بأنَّا المطعِمونَ إذا قدرْنا ... وأنَّا المهلِكونَ إذا أُتينا
وأنَّا الشاربونَ الماءَ صفواً ... ويشربُ غيرُنا كدراً وطينا
وأنَّا المانعونَ لِما يلينا ... إذا ما البيضُ قابلتِ الجفونا
ألا أبلغْ بني الطَّمَّاحِ عنَّا ... ودعميّاً فكيفَ وجدْتمونا
نزلتمْ منزلَ الأضيافِ منَّا ... فعجَّلنا القِرى أنْ تشتِمونا
قرَيناكمْ فعجَّلنا قِراكمْ ... قبيلَ الصُّبحِ مرادةً طَحونا
على آثارِنا بيضٌ كرامٌ ... نحاذرُ أنْ تقسَّمَ أو تهونا