للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجعلُ مالي دونَ الأذى عرضاً ... وما وهى م الأمورِ فانصدعا

إن تزعما أنني كبرتُ فلم ... ألفَ بخيلاً نكساً ولا ورعا

أما ترى شكتي رميحَ أبي ... سعدٍ فقد أحملُ السلاحَ معا

السيفَ والرمحَ والكنانةَ وال ... نبلَ جميعاً محشورةً صنعا

قومَ أفواقها وأترصها ... أنبلُ عدوانَ كلها صنعا

ثمَّ كساها أحمَّ أسود في ... ناناً وكانَ الثلاثَ والتبعا

إما تري قوسهُ فنابئةُ الأز ... رِ هتوفاً تخالها ضلعا

إما تري نبلهُ فخشرمُ خشا ... ءَ إذا مسَّ دبرهُ لكعا

إما تري سيفهُ فأبيضُ قصا ... لٌ إذا مسَّ معظماً قطعا

ثم ابتعثنا أسودَ رابيةٍ ... مثلَ السعالي عقائلاً ترعا

ليسوا بعالينَ دارَ مكرمةٍ ... إلاَّ تبددنَ نحوها صدعا

وأول هذه القصيدة في رواية أخرى

أهلكنا الليلُ والنهارُ معا ... والدهرُ يأتي مصمماً جذعا

والشمسُ في رأسِ فلكةٍ نصبت ... يرفعها في السماءِ من رفعا

السعدُ يجري أمامها صعداً ... ونحسها أي ذاكَ ما صنعا

فيسعدُ النائمُ المدثرُ بالسع ... دِ ويلقى الشقاء من سبعا

فإنها والأنامَ من تلفٍ ... ما حمَّ من أمرِ غيبةٍ وقعا

أمرٌ بليطِ السماءِ ملتبكٌ ... والناسُ في الأرضِ فرقوا شيعا

ذلكَ من ربهم بقدرتهِ ... ما شاءَ من غيرِ هيبةٍ صنعا

ويفرقُ الجمعُ بعدَ ثروتهِ ... ما شاءَ من بعدِ فرقةٍ جمعا

كما سطا بالإرامِ عادِ وبالحج ... رِ وأزكى لتبعٍ تبعا

فليسَ فيما أصابني عجبٌ ... إن كانَ شيباً أنكرتِ أو صلعا

وكنتُ إذ رونقُ الأديمِ بهِ ... ماءُ شبابي تخالهُ شرعا

لا أقبلُ البيتَ في الندي ولا ... يعجبني ماؤهُ فأنتجعا

والحيُّ فيهِ الفتاةُ ترمقني ... حتى مضى شأوُ ذاكَ فانقطعا

والمهرُ صافي الأديمِ أصنعهُ ... يطيرُ عنهُ عفاؤهُ قزعا

أقصرُ من قيدهِ وأودعهُ ... حتى إذا السربُ ريعَ أو فزعا

كأنَّ أمامَ الجيادِ يقدمها ... يهزُّ لدناً وجؤجؤاً تلعا

فغامسَ الموتُ أو حمى ظعناً ... أو ردَّ نهباً لأيِّ ذاك سعى

وقال أيضاً وهي مفضلية:

يا من لقلبٍ شديدِ الهمِّ محزونِ ... أمسى تذكرَ ريا أم هارونِ

أمسى تذكرها من بعدِ ما شحطت ... والدهرُ ذو غلظةٍ حيناً وذو لينِ

وقد غنينا وشملُ الدارِ يجمعنا ... نطيعُ رياً وريا لا تعاصيني

نرمي الوشاةَ فلا نخطي مقاتلهم ... بخالصٍ من صفاءِ الودِّ مكنونِ

لي ابنُ عمٍّ على ما كانَ من خلقٍ ... مختلفانِ فأرميهِ ويرميني

أزرى بنا أننا شالت نعامتنا ... فخالني دونهُ أو خلتهُ دوني

لاهِ ابنَ عمكَ لا أفضلتَ في حسبٍ ... شيئاً ولا أنتَ دياني فتحزوني

ولا تقوتُ عيالي يومَ مسغبةٍ ... ولا بنفسكَ في العزاءِ تكفيني

فإن ترد عرضَ الدنيا بمنقصتي ... فإنَّ ذلكَ مما ليسَ يشجيني

ولا ترى فيَّ غيرَ الصرمِ منقصةً ... وما سواهُ فإنَّ الله يكفيني

لولا أياصرُ قربى لستَ تحفظها ... ورهبةُ اللهِ فيمن لا يعاديني

إذن بريتكَ برياً لا انجبارَ لهُ ... إني رأيتكَ لا تنفكُّ تبريني

إنَّ الذي يقبضُ الدنيا ويبسطها ... إن كانَ أغناكَ عني سوفَ يغنيني

اللهُ يعلمني والله يعلمكم ... والله يجزيكمُ عني ويجزيني

ماذا عليَّ وإن كنتم ذوي رحمي ... ألا أحبكمُ إذ لم تحبوني

لو تشربون دمي لم يروَ شاربكم ... ولا دماؤكمُ جمعاً ترويني

لي ابنُ عمٍّ لو أنَّ الناسَ في كبدٍ ... لظلَّ محتجزاً بالنبلِ يرميني

إنكَ إلاَّ تدع شتمي ومنقصتي ... أضربكَ حيثُ تقولُ الهامةُ اسقوني

كلُّ أمرئٍ صائرٌ يوماً لشيمتهِ ... وأن تخلقَ أحياناً إلى حينِ

إني لعمركَ ما بابي بذي غلقٍ ... على الصديق ولا خيري بممنونِ

ولا لساني على الأدنى بمنطلقٍ ... بالمنكراتِ ولا فتكي بمأمونِ

لا يخرجُ القسرُ مني غيرَ مغضبةٍ ... ولا ألينُ لمن لا يبتغي لينِ

<<  <   >  >>