ففهمنا من هذا أن اختلال وصفٍ من هذه الأوصاف المذكورة ثلمةٌ في الإيمان تؤدي وتفضي بصاحبها إلى ارتفاع وصف الإيمان عنه، فمن آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ولم يؤمن بالقدر فإنه لا يكون مؤمناً، ولا يستحق وصف الإيمان؛ لأنه فقد ركناً من أركان الإيمان الذي لا يثبت ولا يقر إلاّ به.
يقول رحمه الله:[أن تؤمن بالله] الإيمان بالله يتضمن أموراً، هي الإيمان بوجوده، وبربوبيته، وبإلهيته، وبأسمائه وصفاته، ولو أننا لم نذكر الوجود لما ضر؛ لأنك إذا أقررت بالثلاثة الأمور لزم منها أن يكون موجوداً من تثبت له الإلهية، والربوبية والأسماء والصفات؛ لأنها أوصاف، والأوصاف لا تثبت إلاّ لموجود، ولا تثبت لمعدوم، وإنما نص على الوجود لمقابلة شبهة الملحدين أهل التعطيل الذين يقولون: لا وجود للإله.
أو: لا إله والكون مادة.
فهؤلاء الجواب على شبهاتهم بأنه لا يحصل الإيمان إلاّ بهذه الأمور الأربعة.