قال:[وله من العمر ثلاث وستون سنة] أي: توفي عن هذا العمر، وهذا معروف ولا إشكال فيه عند أهل السير والتأريخ.
قال:[منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً] ، والسر في بعثته على رأس الأربعين أنه يحصل بهذا السن كمال النضج والرشد، ولذلك قيل: إن الأنبياء لا يبعثون في أقلّ من ذلك، وما ورد بأن عيسى بعث في أقلّ من ذلك فليس بذاك.
وقوله رحمه الله:[وثلاث وعشرون نبياً رسولاً] أي أنه صلى الله عليه وسلم من بعد الأربعين إلى وفاته كان نبياً رسولاً، وأول الأمر كان نبياً فقط، ثم أرسل، كما سيبين ذلك المؤلف رحمه الله، فبدأ صلى الله عليه وسلم الأمر بالنبوة ثم عقب ذلك بالرسالة، وأول ما بدئ به من النبوة الرؤيا الصالحة، فكان لا يرى الرؤيا إلاّ وتأتي مثل فلق الصبح، واستمر على ذلك ستة أشهر، ثم بعد ذلك أوحي إليه.