فكأنا للموت ركب محث ... ون سراع لمنهل مورود
أين رب الحصن الحصين بسورا ... ء ورب القصر المنيف المشيد
شاد أركانه وبوبه يا ... بي حديد وحفه بجنود
كان يجبي إليه ما بين صنعا ... ء فبصرى فقريتي يبرود
فرمى شخصه فأقصده الده ... ر بسهم من المنايا سديد
ثم لم ينجه من الموت حصنٌ ... دونه خندق وبابا حديد
وملوك من قبله عمروا الأر ... ض أعينوا بالنصر والتأييد
وعزيز بالتاج معتصب أشو ... س يحمي الذمار جم العديد
ولو أن المنون أخلدن حيا ... لعلاء أخلدن عبد المجيد
إن عبد المجيد يوم تولى ... هد ركناً ما كان بالمهدود
ما درى نعشه ولا حاملوه ... ما على النعش من عفاف وجود
غيبوا في الصعيد حزماً وعزماً ... ولزاز الخصم الألد العنيد
ويح أيد حثث عليه وأيد ... غيبته، ما غيبت في الصعيد؟
هد ركني عبد المجيد وقد كنت بركن منه أبوء شديد
فبعبد المجيد تأمور نفسي ... عثرت بي بعد انتعاش جدودي
وسقاه ماء الشبيبة فاهت ... ز كغصن الأراكة الأملود
وسمعت نحوه العيون وما كا ... ن عليه لزائد من مزيد
فإذا ما ذكرته عرضت لي ... غصة في اللها وحبل الوريد
وكأني أدعوه وهو قريب ... حين أدعوه من مكان بعيد