الفضل العباس بن الأحنف، وعرفه القصة وقال: في ذلك شيئاً، فقال:
العاشقان كلاهما متجنب ... وكلاهما متعتب متغضب
صدت مهاجرة وصد مهاجراً ... وكلاهما مما يعالج متعب
إن التجانب إن تطاول منهما ... دب السلو له فعز المطلب
فبعث إليه الفضل بالأبيات، فسر بها سروراً، ولم يستتم الرشيد قراءتها حتى قال العباس أيضاً بيتين في ذلك هما:
لا بد للعاشق من وقفة ... تكون بين الوصل والصرم
حتى إذا الهجر تمادى به ... راجع من يهوى على الرغم
فاستحسن الرشيد إصابته حالهما، وقال: والله لأصالحنها كما قال. وعرفت ماردة السبب في الشعر. ولم تدر من قائله. فسألت الرشيد فقال: لا أدري من صاحب الشعر. ولكن الفضل بن الربيع بعث به، فأرسلت إلى الفضل تسأله، فأعلمها، فأمرت له بألف دينار، وأمر له الرشيد بألفي دينار، وأمر له الفضل بخمسمائة دينار.
ومن بدائعه وصفه تمشي المرآة بالهوينا:
كأنها حين تمشي في وصائفها ... تمشي على البيض أو فوق القوارير
[أخبار سعيد بن وهب]
حدَّثني ابن البختكان عن أبي بكر بن العلاء البصري قال: سعيد بن وهب الشاعر من أهل البصرة، وهو مولى لربيعة. وحدثني إبراهيم بن ميمون قال: حدثني أحمد بن عبد السلام قال: وجه الرشيد بمسرور الكبير إلى يحيى بن خالد بن برمك، والفضل بن يحيى، وذوي أنسابهم، وهم في الحبس، يتعرف على حالهم، فصار إليهم،