أبشر أبا إسحاق أدركت الغنى ... والسؤل منه فأعطني بشرائي
فطفقت أعطي بالبشارة ما حوت ... كفاي من صفر ومن بيضاء
حتى إذا بقيت يدي من ملكها ... صفراً وجدت بجبتي وردائي
وبكل ما يدعو ويذكر ذاكر ... وبخاتمي فضلاً على الأشياء
ضار الذي أملته ورجوته ... يأساً رهيناً قبضة العنقاء
قد كنت قبل اليوم أدعى مسلماً ... واليوم صار الكفر من أسمائي
وأشعاره جيدة وأخباره حسنة، وليس يمكن الاستقصاء على ذلك لئلا يخرج الكتاب من حد الاختصار إلى التطويل
[أخبار مطيع بن إياس]
حدَّثني محمد بن أحمد الزيادي قال: قال أبو نجد الشاعر:
مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة بقصيدة فصيحة جيدة، فلما سمعها معن قال: يا ابن إياس، إن شئت أثبناك، وإن شئت مدحناك، فاستحيا مطيع من اختيار الثواب، وكره اختيار المدح وهو محتاج، فكتب إلى معن هذه الأبيات:
ثناء من أمير خير كسب ... لصاحب مغنم وأخي ثراء
ولكن الزمان برى عظامي ... ومالي كالدراهم من دواء
فلما قرأها معن ضحك وقال: صدق، ما مثل الدراهم من دواء، وأمر له بصلة. وحدثني محمد بن أحمد قال: حدَّثني أبو نجد قال: صار مطيع بن إياس إلى صديقه لحماد عجرد يعاتبها له، وقد كانت هاجرته، وكان مطيع صديقاً لحماد، فأنشأ يقول: