فصب في الكوب صوب صافية ... لم يفترس عود كرمها السوسا
وكان أبو حيان موسوساً آخر عمره، وكان يخلط في الكلام، ولا يخلط في الشعر أصلا، وهكذا هؤلاء الشعراء الذين خولطوا بعد قولهم الشعر، يوجد في كلامهم تفاوت كثير شديد، فإذا جاءوا إلى الشعر مروا على رءوسهم ورسمهم المعهود قبل أن يوسوسوا.
أخبار مُصْعَب الموسوس
حدثني جعفر بن عبد الله الخريمي قال:
مر مصعب الموسوس بدرب الثلج ببغداد، فنر إلى عين شاة من شباك روشنٍ إلى الطريق، لبعض التجار، فظن أنها عين جارية، فعشقها وتردد إلى ذا المكان شهراً، ثم لزمه، فكان لا يبرح منه، وكان مربط الشاة في ذلك المكان من الجناح، فكان ربما اتفق أن يرى عينها ولا يراها، فاستحكم هذا عليه ولزم موضعه، وكان إذا وجد خلوة من الناس كلمها شكا إليها وبكى، وهو لا يشك أنها تسمع، وربما رمى إليها بالتفاحة المنقشة المطيبة، والأُترجة المفلقة، والشمامة، والتحفة الحسنة من