حدثني محمد بن حبيب قال: تذاكرنا الشعراء عند المبرد فقال لي: لا أعرف بمدينة السلام أحداً غير أبي حفص. فدخلت على المبرد بعد أيام فقلت: بلغني أنك تجيد شعر أبي حفص البصري، فبأي شيء؟ فقال: بكل قول صحيح سليم من السرف ليس فيه تخليط. أليس هو القائل:
نعمة الله لا تعاب ولكن ... ربما استقبحت على أقوامِ
لا يليق الغنى بوجه ابن يعلى ... لا ولا نور بهجة الإنعام
بنى الحصون أناس لا حصون لهم ... يحمي حريمهم بالأجرة الحرسُ
لابن البراذين بيت لا قديم له ... في ظله سيفه والرمح والفرسُ
[أخبار الناشئ]
واسمه عبد الله بن محمد، وكنيته أبو العباس.
حدثني أيوب بن عمر الأنصاري قال: اجتمع أبو العباس الناشئ، مع عدة إخوان على الشراب في بعض المتنزهات، ومعهم قينة محسنة، فاقترح بعض القوم عليها هذا الصوت: أدير المدام ولا بد لي