حدثني أحمد بن الهيثم قال: حدثني العرمزي قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال:
قال ابن وهيب الشاعر: والله لأحدثنك حديثاً ما مر بمسامعك مثله، إن أنت جعلته أمانة وكتمته علي، قلت: حدثني، قال: إنه ليس مما سمعت قط، قلت: كم هذا التعقد بالأمانة، حدثني ولا أخبر به أحداً ما دمت حياً، قال: بينا أنا بمكة أيام الموسم معها صبي يبكي، وهين تسكته ويأبى ولا يسكت، فأخرجت من فيها شق درهم فناولته الصبي فسكت، فتأملتها فإذا هي ذات وجه جميل وشكل رطب وظرف ليس بعده شيء، فقلت لها: أفارغة أنت أم مشغولة؟ قالت: بل مشغولة، وزوجي رجل من بني مخزوم، ولكني عندي فارغة ذات حر ضيق ووجه حسن وثبج كبير، أجمع لك هذا كله بأصفر سليم، قلت وما أصفر سليم؟ قالت: دينار، قلت: ليست هذه من شرائط الدنيا. هذه من شرائط الجنة، قالت: فهات إذن الشرط. فدفعت إليها فأخذته، وأخرجت آخر فقلت: اصرفي هذا في الطيب، قالت: إنها لا تمس الطيب للرجال، قلت: فاصرفيه في غيره، ثم مضت ودخلت زقاق العطارين فصعدت غرفة وقالت: اصعد، فصعدت، وصفقت بيدها لجارية لها فقالت: قولي لفلانة عجلي ولا تبطئي، فأقبلت جارية كأنها الشمس.