حدثني عبد الله بن محمد اليحصبي قال: كانت خنساء جارية هشام المكفوف جليلة نبيلة أديبة شاعرة حسنة العقل، فائقة الجمال، من حواذق المغنيات المحسنات، وقد نازعت الشعراء، ومدحت الخلفاء، وأعطى بها هشام مالاً جليلاً فقال: والله لو أعطيت بها خراج السواد ما بعتها، وما أصنع بالمال، ومتعتي بها يوماً واحداً من كل ذخر، وأمتع من كل فائدة؟ ومما رويناه من شعرها قولها في أبي الشبل الشاعر تهجوه:
ما ينقضي عجبي ولا فكري ... من نعجة تكنى أبا الشبل
لعب الفحول بثفرها وعجانها ... فتجردت لتجرد الفحل
لما اكتنيت لنا أبا الشبل ... ووصفت ذا النقصان بالفضل
كادت تميد الأرض من جزع ... وترى السماء تذوب كالمهل
[أخبار عريب جارية المأمون]
حدثني أحمد بن حماد الإدريسي قال: كانت عريب جارية المأمون من أحسن النساء وجهاً، وأفصحهن لساناً