إن تقتليني كذا ظلماً بلا ترة ... فلست فائتة قومي بني أسد
أما الفؤاد فشيء قد ذهبت به ... فما يضرك ألا تسقمي جسدي
أنت الهوى ومنى نفسي ومتعتها ... أقول ذاك ولا أخفيه عن أحد
نلت الجمال ودلاً رائعاً حسناً ... فما تسمين إلا ظبية البلد
وأنت طيبة في القيظ باردة ... وفي الشتاء سخون ليلة الصرد
تسقي الضجيع رضابا من مقبلها ... من بارد واضح الأنياب كالبرد
يا ليتني قبل موتي قد خلوت بها ... على الحشية بين السجف والنضد
قد وسدتني اليد اليمنى ويارقها ... ودملج العضد اليسرى على عضد
في كل يوم لنا إلمامة بكم ... وليت دارك من داري على صدد
[أخبار علي بن جبلة ويعرف بالعكوك]
حدَّثني محمد بن يزيد المبرد قال: أخبرني علي بن القاسم قال: قال علي بن جبلة: زرت أبا دلف، وكنت لا أدخل عليه إلا تلقاني ببشره، ولا أخرج من عنده إلا أتبعني ببره، فلما كثر ذلك هجرته أياماً حياء منه، فبعث إلي أخاه معقلاً فقال: يقول لك الأمير: لم هجرتنا وقعدت عنا؟ إن كنت رأيت تقصيراً فيما مضى فاعذرنا فإنا نتلافاه فيما استقبل، وأزيد فيما تحب من برك، فكتبت معه إلى أبي دلف بهذه الأبيات:
هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة ... وهل يرتجى نيل الزيادة بالكفر
ولكنني لما أتيتك زائراً ... وأفرطت في بري عجزت عن الشكر