مما يستحسن له كلمته في نجاح الحاجة وهذه الأبيات منها:
يدير الأمور مقاديرها ... وللرزق داع إلى أهله
إذا أذن الله في حاجة ... أتاك النجاح على رسله
إذا قنع المرء نال الغنى ... وعرى المطية من رحله
ولا تسأل الناس من فضلهم ... ولكن سل الله من فضله
وحدثني، أحمد بن محمد النوفلي قال: ما وفقت إلى شاعر أعرف بأشعار الجاهلية ولا أدري لها من سلم الخاسر، وكان سلم مزاحاً لطيفاً، مداحاً للملوك والأشراف، وكانوا يجزلون له في الثواب والعطية، فيأخذ الكثير وينفقه على إخواته وغيرهم من أهل الأدب.
ولما قال أبو العتاهية أبياته التي ذكر فيها سلما وبلغه قوله:
تعالى الله يا سلم بن عمرو ... أذل الحرص أعناق الرجال
هب الدنيا تساق إليك عفوا ... أليس مصير ذاك إلى الزوال
قال سلم: ويلي ابن الفاعلة قد كنز في بيته البدور، وأنا في ثوبي هذين. وليس عندي غيرهما. هو ينسبني إلى الحرص. وأشعاره وافرة كثيرة جداً، وقد أوردنا منها ما فيه الكفاية.
أخبار ابن مَيَّادة
حدثني ابن الأخوص محمد بن عبد الملك الثقفي قال: أخبرني عمرو ابن أيوب العامري قال: وفد ابن ميادة على الوليد ين يزيد بن يزيد بن عبد الملك فأنشده شعراً له فيه،