حدَّثني ابن أبي شبرمة قال: دخل أبو العميثل على طاهر بن الحسين وقد جلس للناس فقبل يده، فقال طاهر: ما أخشن شاربك يا أبا العميثل! فقال: أيها الأمير، إن شوك القنفذ لا يضر ببرثن الأسد. فضحك طاهر وقال: هذه الكلمة أعجب إليّ من قصيدتك. وأعطاه ألف درهم على قصيدته، وثلاثة ألف درهم على كلمته.
وحدثني محمد بن أبي يونس قال: كان أبو العميثل أحد شعراء طاهر، وكان يقدمه ويؤثره، وأنه وجد عليه في شيء فجفاه وتركه، فقال:
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى تلين قليلا
إذا لم أجد يوماً إلى الإذن سلماً ... وجدت إلى ترك المجيء سبيلا
فرجع إليه طاهر، ولم يزل محسناً ما عاش.
ومما يستحسن من شعر أبي العميثل قوله في الفضل والحسن ابني سهل يذكرهما معاً:
كأن أشكال وجه الحزم بينهما ... ظل تلاقي عليه الشمس والقمر
وله أيضاً:
قد جار والله على جاره ... والله قد أوصاه بالجار
حتى متى يا سيدي أنت لي ... تمزج إقبالا بإدبار
يا من رأى فيمن رأى قبله ال ... دينار في راحة الدينار