حدثني يقظان بن محمد الخزري قال: قال جحشويه: دخلت يوماً إلى داري فإذا غلام ينيك حماراً، فلما رآني استحيا وحار وذهب يهرب، فحلت بينه وبين ذلك وقلت: يا ابن الفاعلة ما حملك على هذا؟ قال: يا سيدي، الله الله، فإن متاعي كان قائماً، فلما رأيتك قعد - وكان أعجمياً - فأعجبتني كلمته وتركته.
وحدثني أبو نصر مولى البجليين قال: كان جحشويه من ألوط الناس وأبعدهم مما يرمى به نفسه، وكان ينسب نفسه إلى البغا، وله في هذا تملح على غير حقيقة. من ذلك قوله:
أحسنُ من جارية دعجاء ... معدودة خمصانة فرعاءِ
ذات وشاح طفلة بيضاء ... ومن عُقارٍ مُزجت بماءٍ
ومن وقوف الرجل البَكّاء ... في منزل أقفر من قباء
أير الغلام الأمرد السَّقَّاء ... ذي القربة الحلوة والقباء