على الفسق والفجور وشرب الخمر، فمر بهم أبو الفضة. فأخذوه وأدخلوه داراً، وجاءوا بامرأة وقالوا: لتباشرنها أو لنقتلنك. فقال لهم: يا قوم اتقوا الله، فهذا شيء لا أفعله ولا عهد لي به، فحلفوا لئن لم يفعل ليقتلنه فلما رأى ذلك دخل، فإذا صبية صبيحة الوجه مليحة، وأغلقوا عليهما الباب. فقال أبو الفضة للجارية: هل لك في خير؟ قالت: وما هو؟ قال: أنت والله مُنية المتمني. ولكني أكره أن أفتح على نفسي هذا الباب، فتقربي إلى الله بأن تخلصيني من هؤلاء القوم وتقولي: إنه قد فعل. فقالت الجارية: أيها الرجل، استحييت لك على قلة الدين، أتأمرني أن أكذب في يوم جمعة؟ ولأبي الفضة مرثية في جارية له جيدةٌ، قد أدخلوها في المراثي الطوال التي جمعوها وأولها هذا:
أجد بِخُلَّتك المُبكرونَ ... إلى دمنة المنزل الموحشِ
وهذه قصيدة مشهورة موجودة في أيدي الناس.
[أخبار أبي الشبل]
حدثني أبو الأزهر الكوفي قال: قال أبو الشبل الكوفي: صرت أنا ومحمود الوراق إلى قُرطبل، فدعونا الخمار وقلنا: هات لنا من عين الراح العتيق التي قد أنضجها الهجير، فجاء بها، فقلنا: اجلس اشرب واسقنا. فنظر إلينا شزراً