يا رُبّ خرق كأن الله قال له ... إذا طوتك ركابُ القوم فانتشر
تمشى به النعجة الحوراء آمنة ... مشى الخريدة ذات الدل والخفر
وكان أبو السمط هذا ناصبياً. فإن كان هذا حقاً فلعنه الله عليه.
[أخبار البحتري]
واسمه الوليد بن عبيد ويكنى أبا عبادة.
حدثني علان بن محمد قال: هجا البحتري أبا الفضل بن الحسن بن سهل، فتركه أياما وأظهر قلة المبالاة والإهمال لهجائه، ولم يظهر الموجدة بذلك. وحضره يوماً فقال له: يا أبا عبادة. تبيعني غلامك نسيماً؟ فقال: كيف أبيعك من لو فارقته ساعة فارقتني روحي؟ فقال: أعطيك به رغيبة فقال: وكم تعطيني؟ قال: أعطيك ألف دينار. قال: لا أفعل. قال: أعطيك ألفي دينار، فقال له: أحضر المال. فباعه وتسلمه أبو الفضل. فما مر للبحتري يوم حتى قامت قيامته، وندم، فواصل غدوه برواحه إلى باب أبي الفضل يسأله الإقالة وهو يأبى عليه، فلما عيل صبره كتب إليه:
أبا الفضل في تسع وتسعين نعجةً ... غنى لك عن ظبي بساحتنا فرد
أتأخذه مني وقد أخذ الهوى ... فؤادي له فيما أسرّ وما أبدي