فقال فريق: علي أشعر. وقال أكثر الناس: مروان أشعر. حتى قال مروان بيتيه هذين:
لعمرك ما جهم بن بدر بشاعر ... وهذا علي إبنه يدعي الشعرا
ولكن أبي قد كان جاراً لأمه ... فلما روى الأشعار أوهمني أمرا
فأجابه علي بن الجهم بهذين البيتين:
بلاءٌ ليس يشبهه بلاءٌ ... عداوة غير ذي حسب ودينِ
يبيحك منه عرضاً لم يصنه ... ويقدح منك في عرض مصونِ
فحكم الناس جميعاً لمروان أنه أشعر، وأن الذي قال علي ليس بجواب. إنما هو استخذاء.
ومما يستحسن له:
إن الشباب طريق الشيب والكبر ... وما يدوم لحي جدة الشعر
شمس الشباب علي اليوم طالعةٌ ... وسوف تغرب، إن الدهر ذو غير
أنا ابن عشرين مازادت وما نقصت ... أنا ابن عشرين من شيب على خطر
إذا الشباب مضت عنا بشاشته ... فما نبالي متى صرنا إلى الحفر
لنا من الشوق أكباد مصدعة ... وأعين كحلت بالدمع والسهر
سقياً ورعياً لأظعان مولية ... فيها خرائد كالغزلان والبقر
يمسي ويصبح قلبي من تذكرها ... كأنه بين نابي حية ذكر
ودعتهن وداعاً زادني كمداً ... ما كان إلا كورد الطائر الحذر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute