يا بعد ما طلبت من غير ما سبب ... يا قرب ما أملت من جود مطلب
هذا رجائي وهذي مصر سانحة ... وأنت أنت وقد ناديت من كثب
فقال المطلب: لبيك لبيك، من أنت؟ قال: أنا أحمد بن الحجاج مولى المنصور. قال: مرحباً بك وأهلاً، قد أمرت لك بمثل ما أمرت به لجميع الشعراء، فإذا شئت فاقبض ذلك. قال دعبل: فبقيت متحيراً من جودة شعره وقوة نمطه وحسن تأتيه، فلما أن حمل معه المال وخرجنا قلت: ما أحسنت فيما بيني وبينك، أخفيت عني أمرك وأخفيته حتى أحللتك ذلك المحل، وقصرت فيما يجب من حق مثلك: فقال والله لقد أحسنت إلى العشرة والصحبة وكرهت أن أعلمك أمري فيجيء التحاسد. فقلت: سبحان الله ولم أحسدك؟ فقال: دعني يا أبا علي من هذا، فإن القاص لا يحب القاص. فاستفرغت ضحكاً، ثم افترقنا.
وأحمد بن الحجاج هو القائل:
أما الذي حج الحجيج لبيته ... على العيس تحدي في الفجاج السباسب
لقد منع الجفنان أن يتصافحا ... ووكل إنسان برعي الكواكب
[أخبار الصيني شاعر طاهر بن الحسين]
حدثني إبراهيم بن الخصيب قال: حدثني عبد الله بن جعفر الأصم قال: كان الصيني في جملة طاهر، لا يمدح سواه منذ اتصل به، وكان مطبوعاً