حدثني أبو العنبس الصيمري قال: أخبرني ابن أبي الذلفاء قال: قدم محمد بن الدورقي على يحيى بن عبد الله بن مالك الخزاعي وهو على أصبهان فقصر في بره، وشغل عنه، فلما كان بعد أيام ضجر من المقام على الجفاء وكان هناك رجل من ولد هرثمة فوهب له مالا فقال:
تنقلت كي أطلب المرحمه ... وأرفع عن نفسي المغرمة
وقد كنت مولى بني مالك ... فأصبحتُ مولى بني هرثمة
فأخذه يحيى فحبسه في حبس بأصبهان، يقال له الدليج. فاحتال حتى تخلص، ثم هجاه بكل قبيح، ولم يُبق غاية في مكروهه. ومما قال فيه:
يقول جليساه إذا خَلَو به ... تنفس يحيى ويحه أم تغوطا
وهي طويلة. إلا أنها فاحشة فتركناها. فلما صرف يحيى، وورد بغداد أهدى إليه طرائف كثيرة، وبره ووصله، ثم ولي قزوين. فبعث إلى ابن الدورقي أن يتأهب للخروج معه، ووعده كل إحسان وخير، فجاءه وقال: يا سيدي، كم تدفع إلي إذا خرجت معك؟ قال: عشرة آلاف درهم. قال: أحسنت والله وجودت، إنما تدفع إلي ديتي، وما أحسبني أجوز النهروان حتى تقتلني، ولن يراني الله فاعلا ذلك أبداً، ولو أعطيتني