فأولئك هم الكافرون " وكان مع هذا أرقع خلق الله، إلا أنه كان فصيحاً جيداً لقول الشعر.
حدثنا أبو نزار الخارجي قال: حدثني من رأى درست المعلم يناظر في مسجد البصرة صنوف أهل العلم فيغلبهم، لأنه كان عمل في الكلام وجود، وكان ذا بيان وشدة عارضة.
ومما رويناه له في جيرانه:
لي جيران ثقال كلهم ... وخفيف فيهم مثل الرصاص
قلت لما قيل لي: قد غضبوا: غضب الخيل على اللجم الدلاص
ومما سار له في الدنيا لجودة معناه قوله:
لنا صاحب مولع بالخلاف ... كثير الخطا وقليل الصوابْ
ألجُّ لجاجاً من الخنفساء ... وأزهى إذا ما مشى من غراب
ومما يستملح من غزله قوله:
أما والخال في الخد الأصيل ... وطرف فاتر غنج كحيلِ
وقد مائل يحكيه غصن ... على دعص من الردف الثقيلِ
أنا المقتول من بين الأساري ... فهل ترثى لمحزون نحيل
لقد أبدى هواك لنا سيوفاً ... فكم بسيوف حبك من قتيلِ
ألا يا عين قبل البين جودي ... بدمع وَاكِفٍ هَمِلٍ هَطُولِ