إلا ذكرت قول منصور بن باذان فكدت أضحك. وكان منصور من المجيدين لا سيما للهجو فإنه كان أهجى الناس.
[أخبار العنبري الأصبهاني]
حدثني وائل بن يشكر قال: حدثنا خشنام بن أحمد قال:
لما قال علي بن عاصم العنبري أرجوزته التي يهجو فيها أهل الماهيات، وأنشدها أبا دلف:
لقد أتتكم وائل بعير ... يحملن أوقاراً من الأيور
أيرين أيرين على بعير ... أعيت على البغال والحمير
فلما بلغ المنشد هذا البيت:
مرت على الكرج ولم تعرج
قال: اسكتوا حتى يجوزكم.
وكان علي بن عاصم هذا من الشعراء المجيدين. وكان يسكن الجبل. وكان قد دخل العراق ومدح ملوكها. ولو أقام بها لخضعت له رقاب الشعراء، فإنه كان محاسن شعر من مسلم وأبي الشيص وطبقتهما، وهو صاحب القصيدة اللامية التي ليس لأحد مثلها:
نُحِرَتْ جمالكم على الأطلال ... كم تتبعوني وقفة الأحمالِ
كم تعذلوني قد حشوت مسامعي ... فسددتها عن نغمة العذال
كم تعنفون على الذين صدورهم ... طويت على الزفرات والبلبال
مطرت خدودهم سحاب شئونهم ... فعفت طلولهم مع الأطلال