عليه ثالثاً، فقال:" جف بمقدار ما جرى قلمه " وما زال يرددها حتى مات.
حدثني أحمد بن نصر قال: حدثني الرياشي قال: قال لي الأصمعي: كان خلف الأحمر مولى أبي بردة بن أبي موسى، أعتقه وأعتق أبويه. وكان من سبي فرغانة. وفيه يقول أبو نواس:
أودي جماع العلم مذ أودى خلف ... من لا يعد العلم إلا ما عرف
كنا متى ما ندن منه نغترف ... رواية لا تجتني من الصحف
فليذم من العياليم الخسف ومما سار له قوله:
سقى حجاجنا نوء الثريا ... على ما كان من منع وبخل
هم ضموا النعال فأحرزوها ... وشدوا دونها باباً بقفل
فإن أهديت فاكهة وجدياً ... وعشر دجائج بعثوا بنعل
ومسواكين طولها ذراع ... وعشراً من رديء المقل خشل
أناس تائهون لهم رواء ... تغيم سماؤهم من غير وبل
إذا نسبوا فحي من قريش ... ولكن الفعال فعال عكل
وهو كثير الشعر مذكور، وشعره موجود في أيدي الناس، ويقال: إنه معلم الأصمعي.