حدثني إبراهيم بن محمد قال: حدثني محمد بن عبد السلام قال: غضب الفضل بن يحيى على أبي الهول في شيء وجده عليه - وكان عنده قبل ذلك في حالة رفيعة، وكان الفضل معجباً بشعره، وكان يصله بالصلات السنية - فلما غضب عليه جفاه الناس وتنكروا له، فلم يدر بمن يتحمل عليه ويستشفع حتى يرضى عنه، فلما ضاق به ذرعه قال:
سما نحونا من غضبة الفضل عارض ... له زجل فيه الصواعق والرعد
وما لي إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... من الجرم ما يخشى عليّ به الحقد
فجد بالرضى لا أبتغي منك غيره ... ورأيك فيما كنت عودتني بعد
فلما قرأ الفضل رقعته وقع فيها: رضاي عنك مقرون بإحساني إليك، فإن أردت أن أفرق بينهما لم أفعل. وحمل إليه صلة، واستغني بالأبيات عن الشفع.
مما يستملح له كلمته في العباس بن محمد يرثيه - وكان محسناً إليه:
أتحسبني باكرت بعدك لذة ... أبا الفضل أو كشفت عن عاتق سترا
أو انتفعت عيناي بعد بنظرة ... وأني من حسناء مرتشف ثغرا
جفاني إذن يرمي إلى الليل مؤنسيوأضحت يمني من مكارمها صفرا
ولكنني استشعرت ثوب استكانة ... وبت كأن الموت يحفر لي قبرا
ومما يستحسن لأبي الهول قوله في الغزل:
وواحدة الجمال بلا شريك ... لها صفة تتيه على الصفات