ومما يختاره أهل الفهم من شعر أبي نواس كثير، كما أن الرديء ينفونه من شعره، ولكن نورد من ذلك ما لم يشتهر عند العوام، وندع ما قد اشتهر، فإن رائيته في الخصيب:
أجارة بيتينا أبوك غيور ... وميسور ما يرجى لديك عسير
وإن كانت من قلائده موجودة عند كل إنسان، وليست كميميته التي لا تقصر عنها حسناً وجودة، وهي مع ذلك لا يعرفها إلا الخواص وهي هذه:
يا دار ما فعلت بك الأيام ... لم تبق فيك بشاشة تستام
عرم الزمان على الذين عهدتهم ... بك قاطنين وللزمان عرام
أيام لا أغشي لأهلك منزلاً ... إلا مراقبة عليّ ظلام
ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم ... وأسمت سرح اللهو حيث أساموا