للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه، والأخرى أن الرشيد كان بالرقة، وكان يستحسنها ويستطيبها، فيقيم بها، وأطال المقام بها مرة، فقالت زبيدة للشعراء: من وصف مدينة السلام وطيبها في أبيات يشوق أمير المؤمنين إليها أغنيته. فقال في ذلك جماعة، منهم النمري قال أبياتاً أولها:

ماذا ببغداد من طيب أفانين ... ومن عجائب للدنيا وللدين

إذا الصبا نفحت والليل معتكر ... فحرشت بين أغصان الرياحين

فوقعت أبياته من بين جميع ما قالوا، وانحدر الرشيد إلى بغداد. فوهبت زبيدة للنمري جوهرة. ثم دست إليه من اشتراها، بثلاثمائة ألف درهم.

ومن جيد ما قال في آل الرسول عليهم السلام:

آل الرسول ومن يحبهم ... يتطامنون مخافة القتلِ

أمن النصارى واليهود وهم ... من أمة التوحيد في أزلِ

وله الميمية التي يغني بها، يمدح فيها الرشيد وهي جيدة أولها:

يا زائرينا من الخيامِ ... حياكما الله بالسلام

لم تطرقاني وبي حراك ... إلى حلال ولا حرامِ

هيهات للهو والتصابي ... وللغواني وللمدامِ

أقصر جهلي وثاب حلمي ... ونهنه الشيب من عرامي

لله حبي وترب حبي ... ليلة أعياهما مرامي

آذنتاني بطول هجري ... وعدتاني مع السوامِ

وانطوتا لي على ملامٍ ... والشيب شر من الملام

<<  <   >  >>