عشق البطين جارية من أهل الرملة يهودية، فرام تزوجها، فأبى قومها أن يزوجوه لإسلامه، فلما رأى امتناعهم بذلك السبب تهود، ومكث على اليهودية سنين حتى تزوجها، ثم عاد إلى الإسلام. وفي البطين يقول أبو خالد الغنوي:
وإن حراً أدى البطين بزحرةٍ ... ولم تنفتق أقطاره لرحيبُ
وإن زماناً أنطق الشعر مثله ... وأدخله في عدنا لعجيب
ويحشر يوم البعث أما لسانه ... فعي وأما دُبره فطيب
وحدثنا عن الخصيبي قال: قال البطين - وكان من أهل حمص - لما خرج أبو نواس من العراق يريد مصر زائراً للخصيب، وبلغنا أنه يجتاز بنا، لم أزل أترقب وروده حمص، حتى قيل: قد وفد، فمضيت إلى الحان فإذا برجل له هيئة، في إزار مُعصفر، وهو جالس على درجة الحان، في يده جردق من جرادق يفركها ويطرحها للعصافير، فسلمت عليه وقلت: أين نزل أبو نواس؟ قال: ويحك ألا نظرت إلى مظلمة الكفر، فلا تحتاج إن تسأل؟ فمضيت به إلى منزلي، فأقام عندي أياماً ثم شيعته أميالاً.
وكان جيد الشعر محكمه، يشبه نمطه نمط الأعراب. وهو القائل: