للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنك لتحتجز مني غاية الاحتجاز. وهاجه، قال عيسى: بالله يا أبا محمد إلا فعلت: فأخذ نعله وقبلها وكتب تحتها:

رب مغموم بعافية ... غمط النعماء من أشره

وامرئٍ طالت سلامته ... فرماه الدهر من غيره

بسهام غير مشوية ... نقضت منه عرا مرره

وكذاك الدهر منقلب ... بالفتى حالين في عصره

يخلط العسر بميسرة ... ويسار المرء في عسره

عق سلم أمه سفهاً ... وأبا سلم على كبره

كل يوم خلفه رجل ... رامح يسعى على أثره

يولج الغرمول سبته ... كولوج الضب في جحره

قال سلم: هكذا يكون والله استدعاء الشر، ما كان أغناني عن هذا! فقال له عيسى بن عمر: لا أبعد الله غيرك، ولا أتعس إلا جدك. قد كان الرجل يستعفيك ويحتجز منك إبقاء على مروءته، فأبيت إلا أن يدخلك في حر أمك.

ومما يستحسن له من شعره:

مرضت فأمرضت شكواك قلبي ... وكنت أنام فاستعصى منامي

ولو كان المريض يزيد حسناً ... كما تزداد أنت على السقام

<<  <   >  >>