إلى شرابنا فشربت وناولتني، فلما مضت ساعة من الليل قلت لها: جعلت فداك أتأذنين لي في الدنو منك؟ قالت: قم أولا فتجرد وأمش مقبلاً ومدبراً حتى أراك. فقمت وتجردت ومشيت وأنا منعظ، ولا أدري ما يراد بي، ثم وقعت بالقضيب على الدواة وغنت بأحسن صوت وأصنع غناء
كأني بالمجرد قد علته ... نعال القوم والخشب السواري
فلم افطن للحين الذي يراد بي، وقلت: جعلت فداك، أوليس لهذا البيت ثان؟ قالت: بلى، وسوف تسمعه بعد ساعة ثم قالت: امش حتى أراك بين يدي، ومشيت فقالت: توسط المجلس واقرب مني ففعلت، وهناك خرق إلى أسفل قد غطي ببواري ولا أعلم. فما وضعت رجلي عليه إذا أنا في سوق العطاري قائم، وإذا الشيخان قد كمنا لي بنعالهما، فضرباني حتى كدت أموت وأنا عريان، وإذا الصوت من الغرفة:
ولو علم المجرد ما أردنا ... لحاصرنا في الصحارى
فوالله يا أبا محمد لقد وقع على قفاي من النعال خفاف وثقال حتى رضضت، وإذا رجل يقول: ويلك رحلك لا ينذورا بك السلطان فنقع في بلية، فقمت وأنا مرضوض عريان متجرد حتى صرت إلى رحلي، فلما أصبحت وتهيأت للخروج مع أصحابي جعلت طريقي على سوق العطاري فنظرت فإذا الجارية في الغرفة فقالت لي: يا فتى هل لك في العود؟