لهم قطعة صالحة، وصدراً وافراً، ليكون أكمل للفائدة عندنا، وسنورد من شعر مروان وطبقته من المعروفين القصائد التي يقل وجودها عند أكثر الناس، مثل كافيته وما أشبهها من مخزون شعره، والكافية هذه، وأولها:
لام في أم مالك عاذلا كا ... ولعمر الإله ما أنصفاكا
وكلا عاذليك أصبح مما ... بك خلوا، هواه غير هواكا
عذلا في الهوى، ولو جرباه ... أسعدا إذ بكيت أو عذراكا
كلما قلت: بعض ذا اللوم قالا ... إن جهلاً بعد المشيب صباكا
بثّ في الرأس حرثه الشيب لما ... حان إبان حرثه فعلاكا
فاسل عن أم مالك، وأنه قلباً ... طالما في طلابه عنّاكا
أصبح الدهر بعد عشر وعشر ... وثلاثين حجة قد رماكا
ما ترى البرق نحو قران إلا ... هاج شوقاً عليك فاستبكاكا
قد نأتك التي هويت وشطت ... بعد قرب نواهم من نواكا
وغدت فيهم أوانس بيض ... كعواطي الظباء تعطوا الأراكا
كنت ترعى عهودهن وتعصي ... في هواهن كل لاح لحاكا
إذ تلاقي من الصبابة برحا ... وتجيب الهوى إذا ما دعاكا
عدّ عن ذكرهن واذكر هماما ... بقوى حبله عقدت قواكا
أين لا أين مثل زائدة الخيرات إلا أبوه؟ لا أين ذاكا
يا بن معن يفكُّ كلّ أسير ... مسلم لا يبيت يرجو الفكاكا