للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في أشد ما يكون من الحر، وعلى رأسه سمورية، وحواليه جماعة يكتبون عنه. وقام المستملي بين القوم فجلست أسمع، فقال له واحد: يا أبا العبر، لم صار دجلة أعرض من الفرات، والقطن أبيض من الكمْأة؟ فقال لأن الشاة ليس لها منقار، وذنب الطاووس أربعة أشبار. وقال له آخر: لم صار العطار يبيع اللبد وصاحب السقط يبيع اللبن؟ قال لأن المطر يجيء في الشتاء، والمنخل لا يقوم به الماء. وقال آخر: لم صار كل خصي أمرد، والماء في حزيران لا يبرد؟ فقال لأن السفينة تجنح. والحمار يرمح. ومر له في مثل هذا من الجهالات ما لا يعلمه إلا الله. وكان يمدح الخلفاء ويهجو الملوك بمثل هذه الركاكة وكان يُؤَمَّر على الحمقى فيشاورونه في أمورهم كأبي السواق وأبي الغول وأبي الصبارة وطبقتهم من أهل الرقاعة. وهو القائل:

أنا أنا أنت أنا ... أنا أبو العبرنَّهْ

أنا الغني الحمقوقوا ... أنا أخو المجَنَّه

أنا أحرر شعري ... وقد يجي بردَنَّه

فلو سمعت بشعري ... في الدس والوترنه

لسقر قر سقرنفر ... وما تارنّه

لكنت تضحك حتى ... تمسك البططنه

وله عجائب كثيرة من هذا الشأن لا حاجة بنا إلى استقصائها إذا كان

<<  <   >  >>