وهو كأنه ملهوف. وهو يقول ولا يزيد عليه شيئاً:
تخرج من زقاقِ ... لها إلى زقاقِ
كأنها عروس ... فرت من الطلاق
فقلت له: من تعني؟ قال: الناقة. وإذا هو قاعد، فإذا أقبلت الجمال النقالة قام في أثرها يتبعها ساعة، ثم يرجع إلى موضعه، ولا يزال ذلك دأبه عامة نهاره.
حدثني أبو شجرة قال: كان ماني المجنون من أشعر الناس وهو القائل:
نُجْل العيون قواصد النبلِ ... قتَّلنا بعيونها النُّجْلِ
كَحَلَ الجمال جفون أعينها ... تفتر عن كحلٍ بلا كُحلِ
وكأنهن إذا أردن خطاً ... يقلعن أرجلهن من وحل
وهو القائل:
عدمت جهالتي وفقدت حمقي ... لقد أخطأت وجه طريق عشقي
كذبت على لساني في مزاح ... فقلت له ولم أنطق بحق
أنا الصب المسهد في هواكم ... وجنبت المقالة محض صدق
فبادر حين ملتُ إلى اعتناقي ... بوجه عظاية ونهاح سِلْق
وساقي صعوةٍ وبخطم قرد ... وريح كنائف وبنتن شدق
ترى ما أخفتا شفتاه نحوي ... كأن لثاته عُلت بدبق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute