مضى لسبيله من كنت ترجو ... به عثرات دهرك أن تقالا
وقائلة رأت جسمي ولوني ... معاً عن عهدها قلبا فحالا
أرى مروان عاد كذي نحولٍ ... من الهندي قد فقد الصقالا
رأت رجلاً براه الحزن حتى ... أضر به وأورثه خبالاً
وأيام المنون لها صروف ... تقلب بالفتى حالا فحالا
كأن الليل واصل بعد معنٍ ... ليالي قد قرن به فطالا
فلهف أبي عليك إذ العطايا ... جعلن مني كواذب واعتلالا
ولهف أبي عليك إذ اليتامى ... غدوا شعثاً كأن بهم سلالا
ولهف أبي عليك لكل هيجا ... غدت تلقى حواضنها السمالا
ولهف أبي عليك إذ القوافي ... لممتدح بها ذهبت ضلالا
أقمنا باليمامة إذ يئسنا ... مقاماً لا نريد له زيالا
وقلنا: أين نرحل بعد معن ... وقد ذهب النوال فلا نوالا
سيذكرك الخليفة غير قالٍ ... إذا هو بالأمور بلا الرجالا
حباك أخو أمية بالمراثي ... مع المدح اللواتي كان قالا
أقام وكان نحوك كل عام ... يطيل بواسط الكور اعتقالا
وألقى رحلة أسفاً وآلى ... يميناً لا يشد له حبالا
وأشعار مروان كثيرة جدّاً، ولو أوردنا عيون شعره لطال بها الكتاب، فليس له إلاّ كل عينٍ، ولسنا نخرج عن الحدّ الذي استنناه من الإيجاز والاختصار.