يا أمير المؤمنين، مولى القوم منهم. وكان أبو العيناء من موالي بني العباس.
حدثني زهير بن حرب الجرجاني قال: قال لي أبو العيناء: كان لي عم لا يُعرف إلا بأني. وكان ينفر من ذلك ويشتد عليه ولا ينفعه شيئاً. فلما مات أبي صار لا يعرف إلا بي فقال: هذا والله شر، ليتنا بقينا على الأمر الأول.
وحدثني زهير قال: ولد لأبي العيناء غلام، فصار إليه ابن مكرم وكان يجري بينهما أبداً مزاح وظرف، فلما أراد ابن مكرم الانصراف، أخرج من كمه حجراً فوضعه بين يدي أبي العيناء من حيث لا يدري ثم خرج، ووقعت يد أبي العيناء عليه فقال لغلامه: من وضع هذا الحجر هاهنا؟ قال: ابن مكرم. قال: أخزاه الله، إنما عرض بقول النبي صلى الله عليه وسلم:" الولد للفراش وللعاهر الحجر ".
ومما يستحسن قوله في علي بن الجهم:
أراد ابن جهم أن يقول قصيدة ... بمدح أمير المؤمنين فأذنا
فقلت له لا تعجلن بإقامة ... فلستُ على طهر، فقال ولا أنا
وقد روى الناس أن هذين البيتين لمروان، وليس ذلك بشيء.