فأنت أكرم من يمشي على قدم ... وأنضر الناس عند المحل أغصانا
لو مج عود على قوم عصارته ... لمج عودك فينا المسك والبانا
وهي طويلة. ومما يستحسن من شعر حماد كلمته التي يهجو بها بعض الأمويين:
زرتُ امرأً في بيته مرةً ... له حياء وله خِيرُ
يكره أن يتخم أضيافه ... إن أذى التخمة محذورُ
ويشتهي أن يؤجروا عنده ... بالصوم والصائم مأجورُ
حدثني محمد بن عامر الحنفي قال: حدثني اليحصبي قال: شرب حماد عجرد مع أبي دلامة يوماً، فسكرا من الخمر فطلبوهما، فأما أبو دلامة فهرب وأما حماد فأخذ فأُتي به المهدي فقال: استنكهوه. ففعلوا فشموا منه رائحة الخمر، فأحب أن يعبث به، فقال: يا عدو الله أتشرب الخمر وتسكر؟ إني سأقيم عليك الحد ولا تأخذني في الله لومة لائم. وقال: احبسوه حتى يصحو. فمضي به إلى بيت فيه دجاج بعد أن وُجئ عنقه ومزق رداؤه، فكتب إلى المهدي:
أمير المؤمنين فدتك نفسي ... علام حبستني وخرقت ساجي
أقاد إلى السجون بغير ذنب ... كأني بعض عمال الخراجِ
ولو معهم حبست لهان وجدي ... ولكني حبست مع الدجاج
أمن صهباء، ريح المسك منها ... ترقرق في الإناء لدى المزاج