ثم لما مات الرشيد رثاه ومدح محمداً الأمين فمما قال في ذلك:
جرت جوار بالسعد والنحس ... فنحن في وحشة وفي أنسِ
العين تبكي والسن ضاحكة ... فنحن في مأتم وفي عرسِ
يضحكنا القائم الأمين ويُب ... كينا وفاةُ الإمام بالأمس
بدران: بدر هذا ببغداد في ال ... خلد وبدر بطوس في الرمس
ومما يختار من شعره قوله:
أبقى الزمان به ندوب عضاض ... ورمى سواد قرونه ببياضِ
نفرت به كأس النديم وأغمضت ... عنه الكواعب أيما إغماض
ولربما جُعلت محاسن وجهه ... لجفونها غرضاً من الأغراض
حسر المشيب قناعه عن رأسه ... فرمينه بالصد والإعراض
اثنان لا تصبو النساء إليهما ... ذو شيبة ومحالف الإنفاض
فوعودهن إذا وعدنك باطل ... وبروقهن كواذب الإيماض
لا تنكري صدى ولا إعراضي ... ليس المقل على الزمان براض
حُلّى عِقال مطيتي لا عن قلى ... وأمضى فإني يا أميمة ماض
عُوِّضتُ عن برد الشباب ملاءةً ... خَلَقاً وبئس معوضة المعتاض
أيام أفراس الشباب جوامحٌ ... تأبى أعنتها على الرواض
وركائبٍ صرفت إليك وجوهها ... نكبات دهر للفتى عضاض
شدوا بأعواد الرحال مطيهم ... من كل أهوج للحصى رضاض
يرمين بالمرء الطريق وتارة ... يَحذفن وجه الأرض بالرضراض