عن أبي عمرو الشيباني - واسمه سعد بن إياس - قال: حدثني صاحب هذه الدار - وأشار بيده إلى دار عبد الله بن مسعود - قال: "سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله - عزَّ وجلَّ -؟ قال:((الصلاة على وقتها)) ، قلت: ثم أي (١) ؟ قال:((بر الوالدين)) ، قلت: ثم أي؟ قال:((الجهاد في سبيل الله)) ، قال: حدثني بهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو استزدته لزادني.
(الصلاة) : في اللغة الدعاء: قال الله - تعالى -: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}[التوبة: ١٠٣] ؛ أي: ادعُ لهم، وهي في الشرع عبارة عن الأفعال المعلومة.
قال الله - تعالى -: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[البينة: ٥] ، وقال - تعالى -: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الروم: ٣١] .
وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة)) ؛ رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي.
وعن بريدة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:((العهد الذي بيننا وبينكم الصلاة، فمَن تركها فقد كفر)) ؛ رواه الخمسة.
ومناسبة تعقيب الطهارة
(١) قوله: ((أي)) , قيل: الصواب أنه غير منوَّن, وحكى ابن الجزري عن ابن الخشاب الجزم بتنوينه.