وفي رواية البخاري:((فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة)) .
وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال:"خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:((ألا تصفُّون كما تصفُّ الملائكة عند ربها)) ، فقلنا: يا رسول الله، كيف تصفُّ الملائكة عند ربها؟ قال: يتمُّون الصف الأول ويتراصون في الصف)) ؛ رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي.
* * *
الحديث الثاني
عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:((لتسوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم)) .
ولمسلم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسوِّي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أن قد عقلنا عنه، ثم خرج يومًا فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رجلاً باديًا صدره فقال:((عباد الله، لتسوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)) .
قال في "القاموس": "القدح": السهم قبل أن يُرَاش وينصل، جمعه قداح.
قال ابن دقيق العيد: القداح خشب السهام حين تُبرَى وتُنحَت وتُهيَّأ للرمي وهي مما يطلب فيها التحرير وإلا كان السهم طائشًا، انتهى.
وفي الحديث دليلٌ على وجوب تسوية الصفوف وعلى جواز كلام الإمام فيما بين الإقامة والصلاة لما يعرض من حاجة، وفيه مراعاة الإمام لرعيته والشفقة عليهم وتحذيرهم من المخالفة.