دمشق وسمع بها من والدي -رحمه الله- ومن غيره وتوفي سنة "إحدى وخمسين وستمائة" ولعله في شوال منها ببغداد، وله نظم حسن، فمنه ما أنشد في مدح الأئمة الثلاثة: أبي عبد الله مالك بن أنس الأصبحي ومحمد بن إدريس المطلبي وأحمد بن محمد بن أحمد الشيباني -رحمة الله عليهم- وأذن لي في روايته ونقلته من خطه:
وقائل عبد الكريم مالكا … لا تمدح الحبر الإمام مالكا
وتمدح المطلبي بعده … وابن هلال أحمد المباركا
قلت له فاسمع مديحي فيهم … فإنني لست لذاك تاركا
وكيف لا أمدح أشياخ الهدى … وكلهم للحق كان سالكا
أما الإمام الأصبحي مالك … فحبه للقلب أمسى مالكا
فقيه دار الهجرة المفتي بها … ناهيك من فخر له بذلكا
نجم الرواة ذو الوقار لا يرى … في مجلس العلم لديه ضاحكا
طوبى له من رجل مؤيد … بالحق قوال به طوبى لكا
والشافعي لست أنسى ذكره … ألق لمديحه خليلي بالكا
ذاك الإمام العالم الحبر الذي … مع العلوم كان برا ناسكا
حوى التقى والعلم غير زائغ … عن سنة المختار فاعلم ذلكا
جزاه ربي الخير عن صنيعه … وعظم الأجر له هنالكا
والثالث ابن حنبل أكرم به … قدوة أهل الحق لن يشاركا
في محنة القرآن والضرب الذي … لجسمه في الله أضحى ناهكا
لو أنه أجابهم في قولهم … تبدل الإسلام كفرا حالكا