العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، وذكر عنه أنه كان يقال إنه ابن مائة وعشرين سنة، وهو مشهور بالإسكندرية بالكبر، وبلغني أنه بقي ثلاثا وستين سنة لم يأكل لحما إلا لحم صيد ولم يأكل اللبن "كذا" ولا الجبن طول هذه السنين أيضا، تورعا، وكان يصطاد لنفسه ومنه قوته، ومن القبار المباح، ويعبر المنامات ويصيب. وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب. وسمع على أبي العباس الرازي كثيرا وتوفي -رحمه الله- في رجب سنة "اثنتي عشرة وخمسمائة" وأنا بالإسكندرية، وحضرت جنازته وصليت عليه، وكان مالكي المذهب وكنت أداعبه وأقول:"أنت مكَبِّر، مُعَبِّر مُجَبِّر" فيبتسم، وقد ذكر لي أنه رأى القاضي أبا مطر المعافري وأبا عمران الفاسي لما قدم الإسكندرية حاجا -رحمه الله وتغمده برحمته-" "هذا كله كلام الحافظ أبي طاهر السلفي -رحمه الله-".
[٢٦٥ - والشيخ الصالح أبو القاسم بن منصور القباري الإسكندراني]
أيضا رجل صالح مشهور، بالخير والورع مذكور. دخلت الإسكندرية وهو حي فلم يتفق لي زيارته والتبرك به لما كان يبلغني عنه من كراهيته للاجتماع بالناس، وذكر لي أن الملك الكامل قصد زيارته حين دخوله الإسكندرية، ووقف ببابه زمانا طويلا فلم يلتفت إليه ثم بعد ذلك خرج إلى بابه وكلمه وهو واقف، ولم يمكنه من الدخول إلى موضعه. وكان من عباد الله الصالحين الورعين. توفي يوم الاثنين سادس شعبان سنة "اثنتين وستين وستمائة" بجبل الصيقل غربي الإسكندرية ودفن به، وحضر جنازته الخاص والعام -رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته-.