أحد الفضلاء المتميزين، والعلماء الصالحين. جمع بين الفقر والأدب، والقناعة وعدم الطلب. منقطع عن الناس، قليل التردد إليهم، مع نزاهة نفس وصبر على القلة والإفلاس، محبوب الصورة، حسن العشرة، كريم الأخلاق جمع في نظمه بين الرقة والفصاحة، والمعاني الحسنة الوضاحة، لم يسترفد به من أحد من أرباب المناصب الدنيوية بل يسعف به من يسأله رفدا وتحصيلا للأجر في الأخروية. سمعت من نظمه كثيرا، وكتبت عنه علما غزيرا.
وذكر في باب "عبد" بالعين المهملة المفتوحة بعدها باء موحدة ساكنة ودال مهملة آخر الحروف فقال: "أما عبد فجماعة". قلت: وأغفل ذكر:
[٢٣٩ - الفقيه أبي البركات الخضر بن شبل بن الحسين بن علي بن عبد الواحد الحارثي يعرف بابن عبد]
خطيب جامع دمشق ومفتيها. فقيه فاضل، كثير المحفوظ، متفنن، لا يعتمد على إيراد المعهود بين الناس بل يأتي من كل فن بطرف وكان متحريا في فتاويه وفي شهاداته،