متعددة ثم إلى الديار المصرية في مصالح الدين، وجمع كلمة ملوك المسلمين، إلى أن انتظم منهم الاتفاق، وحصل الود بينهم والوفاق، وذلك بحسن نيته، وكرم طويته، فجزاه الله -تعالى- خيرا عن المسلمين وجمع بيننا وبينه في مستقر رحمته، إنه أرحم الراحمين. سمع ببغداد من جماعة من الشيوخ منهم أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن منيْنا، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الموصلي وغيرهما، وحدَّث ببغداد وحلب ودمشق ومصر وبالبلاد الوارد إليها، والمجتاز عليها، سألته عن مولده فذكر لي أنه في آخر يوم من
المحرم "سنة أربع وتسعين وخمسمائة". وتوفي -رحمه الله- عشية يوم السبت ودفن بعد الغروب السادس عشر من ذي القعدة سنة "خمس وخمسين وستمائة" ببغداد، بعد أن ولي قضاءها عند عوده إليها، وكان به ضعف من وعك السفر، فألزم بالحكم على تلك الحالة، فحكم يوما واحدا، وانقطع في بيته إلى حين وفاته. أخبرنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد "البادرائي" بقراءتي